Sionisme
الصهيونية: ملخص تاريخها، غايتها وامتدادها حتى سنة ١٩٠٥م
Genres
لم يقعد أعضاء الجمعية العاملة الروسيون بعدما عادوا من المؤتمر السادس عن العمل، فقد عقدت أكثريتهم في أكتوبر سنة 1903 مؤتمرا سريا في خاركوف، وأقروا على إرسال بعثة إلى فيينا تطلب من هرتسل وعدا خطيا بإسقاط مشروع أفريقيا قبل التئام المؤتمر السابع، وباستعمال نفوذه كزعيم الصهيونيين ليمنع الاشتغال بتاتا في استعمار غير فلسطين، وأن يعد رسميا بالمباشرة بالعمل في فلسطين، وبمشترى الأراضي فيها وفي سوريا بأموال المصرف الملي، وإذا أبى هرتسل أن يعد بالقيام بذلك ، فالروسيون يمتنعون عن دفع الإعانات في فيينا، وينادون بمقاومة حزب الحكومة فعليا.
وأوفدوا إليه بعثة من خيرة رجالهم، فاستعملت جميع الوسائل لإقناع البعثة بأن أعضاء الروس غير محقين في عملهم، وأن مخاوفهم في غير محلها؛ لأنه لا هرتسل ولا الجمعية العاملة حادت عن قرار مؤتمر باسل. وبهذه الوسيلة تمكنوا من إهمال مطالب مجمع خاركوف.
موت هرتسل
قالت الأنسيكلوبيديا: شكى هرتسل في المؤتمر السادس من ضعف قواه الطبيعية، ولكنه لم يتخلف عن العمل.
وفي 11 أكتوبر سنة 1903، أذن ملك إيطاليا للرابي س. مرغوليوس من فلورنس بمقابلته ومحادثته بمصالح الصهيونيين.
وعقيب ذلك في شهر يونيو، حظي هرتسل بمقابلة الملك والمسيو تيتوني، ناظر خارجية إيطاليا، وتمكن في تلك الفرصة من مقابلة البابا الكاردينال دل ڤال.
وفي 3 يولي، لفظ هرتسل نفسه الأخير، وقضى شهيد الغاية اليهودية، وربما كان هو السياسي اليهودي الوحيد الذي كرس حياته لخدمة قومه، واستطاع أن يقوم بما لم يستطعه فرد أو جماعة في سبيل إعلاء شأن الغاية وتثبيتها، وقد وحد كلمة العاملين على اختلاف مذاهبهم، كانت المسألة اليهودية في البدء مسألة خيرية وزراعية، ولكن هرتسل صيرها اقتصادية سياسية.
أحدث موت هرتسل دهشة في العالم الصهيوني، وأشغلت مسألة تعيين خلف له في رياسة الجمعية العاملة ورياسة المؤتمرات العقول.
في 16 أوغسطس سنة 1904، عقدت الجمعية العاملة الكبرى اجتماعا لتهتم بتدبير الشئون، وفي 17 منه، انعقد المجتمع السنوي، وانتخب قومسيونا إضافيا للجمعية العاملة الصغرى قوامه نردو وولفسون ويوسيسكين وغيرهم.
وفي 18 نوفمبر سنة 1904، قابلت بعثة صهيونية سڤياتوبولك ميرسكي، وزير داخلية روسيا الجديد.
Page inconnue