Sionisme
الصهيونية: ملخص تاريخها، غايتها وامتدادها حتى سنة ١٩٠٥م
Genres
ولتحقيق هذه الغاية اقترح على تشكيل جمعية تقوم بالأعمال الأولية العلمية والسياسية، وشركة يهودية كالشركات الإنكليزية والفرنساوية الصناعية العظمى، رأسمالها خمسين مليون ليرا إنكليزية، يكون مركزها العمومي في لندرا.
وتقوم هذه الشركة بالأعمال التي تهيئها جمعية اليهود، وتنظم شئون الطائفة الجديدة، واقترح هرتسل إما على امتلاك فلسطين أو الأرجنتين؛ لأجل إدخال اليهود بطريقة منظمة لا تدريجية إليها، وإذا وقع الاختيار على فلسطين؛ فمن الواجب جعل محلات العبادة المختصة بالطوائف الأخرى ملكا خصوصيا أو ممتازا.
وعلقت الأنسكلوبيديا على ذلك بقولها: يتضح أن هذا البيان لم يستكمل الشروط ليفوز بالموافقة الدينية التي هي علة آمال اليهود المتدينين في الاسترداد، ولكن بعدما احتك هرتسل بقومه وزاد اختلاطه بهم على تمادي الأيام، بدأ يقدر أهمية الموافقة الدينية؛ لأن قسما كبيرا من اليهود والشعور الملي العمومي كان مرتبطا بفلسطين ارتباطا غير قابل الانفصال.
ومع ذلك فقد ظلت فكرة فصل الكنيسة عن السياسة من مبادئ هرتسل الأساسية.
ثم قالت: إن الموافقة بين الحكومة العثمانية واليهود على ما جاء في كتاب هرتسل يجب أن تترتب بصورة امتياز يمنح لليهود على قواعد سياسية وتجارية محضة.
ثم جاءت على ذكر زيارة هرتسل بلاد الإنكليز، وعدم إقبال اليهود حينئذ على دعوته فيها. أما في أوروبا فقد قام لنصرته رجال أعلام: كالدكتور مكس نوردو ، وأليكساندر مارمورك، والدكتور بودنهايمر، والبروفسور مندلستام، وعدد من رجال العلم والأدب.
وقالت أيضا: إن الظروف تغلبت على رغبة هرتسل في عدم تعديه مسلكه الأدبي الصحافي الروائي؛ لأنه ضرب على صميم المسألة اليهودية كما رأى ذلك إخوانه، وأصاب قلب الشعب الإسرائيلي. وكانت عاصفة الحماس تدفعه بالتدريج إلى الأمام، وتعليه على مسرح الظهور.
وأول من اعتقد بإمكانية تنفيذ مشروعه «الوطن اليهودي» جمعية زيون في النمسا
Zion Society ؛ فقد وقع بضعة آلاف على خطاب أذاعه الدكتوران شنيرر وكوكش، يتضمن الدعوة لتأليف «الجمعية اليهودية» التي ستؤسس في لندرا في يولي سنة 1896، وكتب الدكتوران كتابا بالنيابة عن جمعيتهما إلى هرتسل يعلنان اعتناق الجمعية مبادئه.
وجاء في الأنسكلوبيديا بريطانيكا تحت عنوان «السيونزم» - على ما روى لوسيان ولف - أن سلطان تركيا إذ سمع بمنشورات هرتسل أرسل رسولا خاصا، الشڤالير نيولنسكي، في أيار سنة 1896، يعرض منح امتياز فلسطين لليهود بشرط أن يستعملوا نفوذهم لإيقاف الحركة الناشئة عن المذابح الأرمنية، فلم يقبل ذلك.
Page inconnue