Le sionisme mondial
الصهيونية العالمية
Genres
إذا كان رجحان الصهيونيين في عدة الحرب واجبا متفقا عليه، وخطة مقررة في عرف حماة الصهيونية، فليس من المعقول أن يسمح للعرب بالرجحان في عدة الصناعة وموارد الثروة والمال، ولا حاجة إلى قراءة الضمائر الخفية للعلم بالمقاصد المبيتة لبلاد العرب جمعاء، فلن تقف تلك المقاصد دون تعجيز العرب في ميدان الحياة العصرية، وتقييد نهضاتهم وبرامج الإصلاح في أوطانهم كلما عملوا على تدبير ثروتهم وتوفير مصنوعاتهم والانتفاع بخاماتهم، والاستغناء بها عن السادة المتحكمين، أو السادة المستغلين في إسرائيل.
وهذه هي الصهيونية المستعمرة.
وهذا هو الاستعمار الصهيوني الذي لا يدانيه في الخطر استعمار قديم ولا حديث، لأنه يوصد طريق التقدم - من جميع جهاته - أمام خمسين مليونا ليستغلهم مليونان، ولا ينتهي هذا الاستغلال بعد حين قصير أو طويل، بل يزداد ويتفاقم مع الزمن، وتتواطأ عليه القوى البارزة والمستترة، ممن يسمون هذا المسخ الأبدي توازنا في الاستعداد والعدة بين العالم العربي وعصابة صهيون.
ومن خفي عليه الأمر في مبدئه، فقد برح الخفاء أمام عينيه عاما بعد عام، فلا عذر له إن لم يفهم معنى وجود إسرائيل، وعاقبة وجودها بين العرب على تعاقب الأعوام.
إنها لم توجد لتعيش بمواردها.
إنها لم توجد لتعتمد على نفسها.
ولكنها وجدت لتخنق الحياة العربية من حولها، وتتقدم وحدها بصناعتها بين بلاد لا صناعة لها، ولا فائدة لها في العالم الإنساني غير امتصاص دمها لإحياء بنية طفيلية شاذة، تعطيها من فضلات الرزق ما تجود به عليها، كي تستبقي في عروقها بقية من الدم تمتصه وتعيش عليه.
موازنة في السلاح ...
كلا! لا موازنة في السلاح إذا تساوت إسرائيل وبلاد العرب في القوة الحربية، لأن إسرائيل تملك فرصتها منفردة بمشيئتها ، وليست قوة في يد واحدة كقوة موزعة بين الأيدي، وإن تكن على أتم وفاق.
إلا أن الخطب هين في هذه الموازنة بالقياس إلى موازنة أخرى أهم وألزم لإسرائيل من موازنة السلاح.
Page inconnue