Le sionisme mondial
الصهيونية العالمية
Genres
والبركة في إسرائيل والعياذ بالله من هذه البركة.
إن إسرائيل هي القضاء المبرم على إسرائيل وعلى الصهيونية بعدها بأمد قصير.
الفصل السادس عشر
مصير الصهيونية العالمية والأسباب الدولية
تكلمنا في هذه الفصول عن الصهيونية العالمية، وعن المرض النفساني الذي تنطوي عليه، وعن الطوابير الخامسة التي تعمل بها في البلاد المختلفة، وعن العوامل المجملة التي تستمد منها نفوذها، وعن أساليبها في استغلال الحركات الاجتماعية والعلاقات الشخصية، وعن اضطرارها - بحكم طبيعتها - إلى الغش والإفساد في كل أسلوب تعول عليه.
وننظر بعد ذلك في هذا الفصل وما يليه إلى مصيرها الذي تنبئنا عنه الوقائع الحاضرة، ونستطيع أن نقول في كلمة موجزة: إن الصهيونية قوة مولية، وإن عوامل الزوال التي تحدق بها أكبر من عوامل الثبات.
ولذلك أسباب متعددة، نتناول منها في هذا الفصل جملة الأسباب الدولية كما تبدو لنا الآن، وكما تئول إليه مع التطور الواقعي في المستقبل القريب.
إن الصهيونية هيئة عالمية، ولا مهرب لها من التأثر بأطوار الشئون العالمية في هذا الزمن خاصة، لأنه زمن تتداخل فيه شئون الأمم في كثير من المصالح والعلاقات.
لقد كانت الصهيونية هي الهيئة العالمية الوحيدة التي تعمل طوابيرها الخامسة دون التفات إليها في القرون الخالية.
كانت كل أمة تحس بالصهيونية في حدود بلادها، وكان الإحساس بها مقصورا على الشئون الاقتصادية كلما ثقلت على الناس وطأة الديون. ونشبت في أعناقهم مخالب المرابين والمستغلين، أما الاهتمام بالصهيونية من الوجهة السياسية فلم يكن مما يشغل بال أحد؛ لأن السياسة «أولا» لم تكن شغلا شاغلا لأذهان الجماهير، ولأن الصهيونية «ثانيا» كانت حريصة على التستر والعمل في السياسة من وراء حجاب ، فكانت مساعيها العالمية مجهولة بين كل أمة، وكانت كل أمة لا تحس بها في غير شئونها التي تعنيها داخل حدودها، وكانت هذه الشئون مقصورة كما تقدم على أزمات الديون والربا المضاعف والاستغلال.
Page inconnue