Le sionisme mondial
الصهيونية العالمية
Genres
كذلك لا تستطيع الصهيونية العالمية أن تسود بغير الخداع والتضليل؛ لأنها لا تعمل بسلطان القوة الظاهرة أو بسلطان الملك والسلاح، وإنما تعمل بسلطان المطامع والمنافع والشهوات من وراء ستار. فلا بد لها على الحالين من أساليب الهدم وأساليب الخداع.
لهذا تبادر الصهيونية إلى استغلال نفوذها في إثارة الفتن والقلاقل، وتظفر الفتنة بتأييدها كلما توقعت منها الإمعان في الهدم والفوضى؛ لأنها لا تنجح في عالم فيه إيمان بالخلق أو بالوطن أو بالدين، وإنما تنظر إلى الأخلاق والأوطان والأديان كأنها حصون تحمي منها فرائسها وضحاياها، ولا تطلق أيديها بالعمل كما تشاء حيث تشاء.
أما إذا أصبح المسلم غير مسلم، وأصبح المسيحي غير مسيحي، وأصبح الوطني لا يبالي بوطنه، وأصبح الضمير الإنساني ولا موضع فيه للحلال والحرام؛ فهي على الأقل في ميدان لا موانع فيه ولا عقبات، إن لم يكن فيه أعوان وأذناب.
وقد اشتركت الصهيونية في كل حركة من حركات الهدم والتدمير، وآخر ما اشتركت فيه - ولا تزال مشتركة فيه - حركة الشيوعية في العصر الحديث.
ربما كان الصهيوني من أصحاب الملايين، ولكنه يحرص على نشر الشيوعية ويمولها بالمال والدعاية، ويواليها بالدسائس والمؤامرات في مجتمع السياسة الدولية.
ولا حاجة إلى أكثر من سرد الأسماء لإظهار الأيدي الخفية من وراء هذه الحركة في إبانها، وليست هذه الأيدي الخفية إلا أيدي الصهيونية العالمية في كل مكان.
كان رئيس الدولة الشيوعية الأولى في العالم كله زينوفييف، واسمه الصهيوني أبفلبوم
Apfelbaum ، وكان رئيس البوليس السياسي ياجودا أو يهودا، وكان وزير الخارجية ليتفينوف واسمه الصهيوني فنكلشتين
Finkelstein .
وكان أهم سفير في الخارج مارسل روزنبرج، لأنه كان يعمل في إسبانيا لتوطيد الشيوعية بعد الجمهورية، وكان تروتسكي وكانيف وتومسكى وريكوف وكاجانوفتش على رأس الدولة السوفيتية، ولم يكن فيها من الزعماء الكبار غير لنين وستالين من الروس الذين لا يدينون باليهودية، ولكن «لنين» كان نصف يهودي يسمى إيليانوفتش، وستالين كان صهرا لكاجانوفتش الصهيوني ... وهذا كل ما استطاعوا لإدخاله في زمرة الصهيونيين.
Page inconnue