نشرت من الإحسان ما كان مطويا
قضى الله أن يبقى لهرون ملكه
وكان قضاء الله في الخلق مقضيا
تجللت الدنيا لهرون ذي الرضا
وأصبح نقفور لهرون ذميا
فاهتز الرشيد للمديح، وحينما هم بالقفول صاح بين جنده: أين فاتح هرقلة؟ فتلاحظ كبار القواد، واتجهوا نحو يزيد بن مخلد، فقال الرشيد: إن فاتح هرقلة نزار الخزاعي، إنه القائد الأول للجيش، سر أمامنا يا ابن حمزة.
ولما تحرك الجيش للعودة إلى بغداد رأى بعض الجند عن بعد فتاة يذودها الروم برماحهم عن الوصول إلى العرب، وسمعوا لها نواحا وأنينا يدمي القلوب، ويبكي العيون، فتلفت الجند في ألم وإشفاق، وتساءلت حفصة في صوت حزين: من الفتاة؟! من تكون الفتاة؟ ولكن لم يكن بالجيش كله إلا رجل واحد يستطيع أن يجيب، وأن يقول: إنها هيلين!
Page inconnue