Sahih Sunna
صحيح السنة بين أهل السنة والسنة
Genres
المسؤول الأول عن ظلم أهل البيت عليهم السلام
والذي يظهر أن الخلفاء هم الذين فتحوا الطريق إلى ظلم علي عليه السلام، وأهل بيته، ولولا ما فعله المشائخ لم يجرؤ معاوية بن أبي سفيان على منازعة علي ومطاولته ومعاززته، فقد كنسوا الطريق، وأزالوا العوائق من أمامه، وهذه هي المرحلة الأولى التي مر بها أهل البيت.
ثم جاء دور معاوية، فطارد أهل البيت، وأنصارهم، ومن اتصل بهم أشد المطاردة، وقتلهم وحرمهم نصيبهم من الفيء ومحى اسمهم من دواوين المسلمين، ثم سن لعن علي وشتمه وسبه، وأمر بالبراءة منه، ومن أبى ضربت عنقه كما حكت ذلك تواريخ المسلمين، من ذلك قتلهم للصحابي حجر بن عدي وأصحابه، لما لم يرضوا بأن يتبرأوا من علي عليه السلام.
وكانت شيعة علي هي مرتكزة في همدان، فأمر معاوية بسر بن أبي ارطأة فغزا اليمن، فقتل من قبائل همدان أكثر من ثلاثين ألفا في غزوته تلك، وسبا النساء كما تسبى نساء المشركين، وباعهم في رجوعه من اليمن في أسواق العرب حتى وصل دمشق، ذكر ذلك كثير من المؤرخين منهم ابن عبد البر في الإستيعاب، وكانت هذه الواقعة في آخر عهد علي عليه السلام.
ثم جاء دور يزيد، فقتل الحسين بن علي وأهل بيته وشيعته، وقتل مقتلة في أهل المدينة المنورة، وفعل المنكرات.
ثم تعاقب بنو أمية على الملك والسلطان سائرين على هذا المنهج من القتل لأهل البيت وشيعتهم.
ثم خلف بني أمية بنو العباس على سلطان المسلمين ، فساروا في الرعايا سيرة بني أمية، فلاحقوا أهل البيت وشيعتهم ملاحقة شديدة وقتلوهم تحت كل سماء.
فمن هنا ضعف مذهب أهل البيت، وقوي مذهب أهل السنة والجماعة، واشتدت شوكته، وانتشر في البلاد الإسلامية على قدر انتشار تلك الدول المتعاقبة.
وعلى هذا فقد شاب الصغير وهرم الكبير، فلم تعرف تلك المجتمعات إلا ذلك المذهب، فنشأوا عليه، ولايخفى أن للتربية منذ الحداثة، وأخذ النشأ دور في تربية تلك العقائد ورسوخها.
Page 1