Sahih Sunna
صحيح السنة بين أهل السنة والسنة
Genres
تكميل
بل نقول إن الأدلة قد دلت على أن من عظمت نعمة الله عنده، فإنه يستحق بسبب عصيانه أكثر مما يستحقه غيره، كما في آية الأحزاب: ?يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين?، وقال تعالى في أصحاب عيسى صلوات الله عليه: ?فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين?.
أما الحديث الذي رواه مسلم، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لاتسبوا أصحابي...إلخ))، فهو دليل على ما يقول الزيدية من أن المدائح التي وردت في حق الصحابة ليست على التعميم كما يقوله أهل السنة والجماعة، فإنه خطاب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاله لبعض من أصحابه.
ومما استدلوا به من السنة قوله صلى الله عليه وآله وسلم في أهل بدر: ((إنك لاتدري لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).
قلنا في الجواب:
قال الله تعالى في أول سورة الحجرات: ?يا أيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله?، ثم قال: ?يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون?، وهذه الآية نزلت في سنة تسع كما ذكره ابن كثير عام الوفود، وفيها من التحذير ما لايخفى، وهذا الحديث قد عارض هذه الآية القرآنية ؛ لأنها تحذر المؤمنين من الصحابة البدريين وغيرهم من عاقبة العصيان، وأنه يحبط الأعمال، والحديث يدل على أنه لاخوف على أهل بدر من عاقبة العصيان، مع أن الله يحذر ويقول للصحابة: ?واتقوا الله?.
ومما يؤكد ما قلنا أنه نزل القرآن بجلد القاذف كما في سورة النور، وهي إنما نزلت بعد بدر، فجلد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسان بن ثابت ومسطحا وحمنة بنت جحش، ثم قال الله تعالى في آخر السورة محذرا أهل بدر وغيرهم من الصحابة: ?فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم?.
Page 1