Sahih Al-Athar wa Jameel Al-Ibar min Seerat Khair Al-Bashar ﷺ

Muhammad bin Samil Al-Sulami d. Unknown
79

Sahih Al-Athar wa Jameel Al-Ibar min Seerat Khair Al-Bashar ﷺ

صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر ﷺ

Maison d'édition

مكتبة روائع المملكة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Lieu d'édition

جدة

Genres

٥٧١ م. لكن علماء الفلك يقولون: إِنه لا يوجد يوم اثنين في تلك السنة يوافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول (١). أما مكان الولادة من مكة ففيه روايات متعددة، في الدار التي عند الصفا، وقيل في شعب بني هاشم، وقيل بالردم، وقيل بعسفان (٢). ووقوع الخلاف في المكان والزمان معقول لأنه لا توجد سجلات للمواليد في ذلك الزمن، وإِنما يعتمد الرواة على الذاكرة وهي تصيب وتخطئ، والرسول ﷺ لم يعرف أنه رسول ويكون في مركز الاهتمام إِلا بعد نزول الوحي عليه على رأس أربعين سنة من عمره، فيتذكر الرواة بعض الأحداث والوقائع قبل ذلك ويحاولون استعادتها، ولهذا يقع الخلاف وتتعدد الأقوال. قال ابن إِسحاق: فلما وضعته أمه أرسلت إِلى جده عبد المطلب أنه قد ولد لك غلام، فأتاها ونظر إِليه وحدثته آمنة، بما رأت حين حملت به، وحمد الله وشكره، ثم سماه محمدًا. وقد سأل نفر من أصحاب النبي رسول الله ﷺ أن يحدثهم عن نفسه فقال: "أنا دعوة أبي إِبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر" (٣). وأول من أرضعه ثويبة جارية لأبي لهب بلبن ابن لها اسمه مسروح، وأرضعت معه عمه حمزة بن عبد المطلب، وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي (٤)، ولما بشرت ثويبة أبا لهب بمحمد ﷺ أعتقها، وفي البخاري (٥): لما مات أبو لهب رآه بعض أهله في النوم

(١) انظر: محمود باشا الفلكي نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإِسلام وفي تحقيق مولده وعمره ﵇ ص ٢٨ وما بعدها. (٢) عبد الملك العمامي، سعط النجوم العوالي ١/ ٢٤٧ - ٢٤٨. (٣) ابن هشام، السيرة النبوية ١/ ١٤٠ وهذا الخبر رواه الحاكم في المستدرك وصححه، ومن طريقه البيهقي في الدلائل ١/ ١٤٥ وقال ابن كثير في السيرة ١/ ٢٢٩: إِسناده جيد قوي. والحديث له شواهد عند أحمد ٥/ ٢٦٢ وغيره. (٤) الذهبي، السيرة النبوية ص ١٨. (٥) صحيح البخاري، كتاب النكاح ح رقم ٥١٠١.

1 / 81