باب الفعل:
قال الكِسَائِيُّ: "الفعل مَا دَلَّ عَلَى زمان".
وقال سيبويهِ: "أما الفعل فأمثلةٌ أُخِذت من لفظ أحْداثِ الأسماء وبُنيت لما مضى، وَمَا يكون وَلَمْ يقع، وَمَا هو كائن لَمْ ينقطع"١ فيقال لسيبويه: ذكرتَ هَذَا فِي أوَّل كتابك وزعمتَ بعدُ أنّ "لَيْسَ" و"عَسَى" و"نِعْمَ" و"بِئْسَ" أفعال، ومعلومٌ أنها لَمْ تُؤْخذ من مصادر. فإن قلت: إني حَدَدْتُ أكثر الفعل وتركت أقلَّه قيل لَكَ: إن الحد عند النُّظَّار مَا لَمْ يَزِد المحدود وَلَمْ يَنْقُصْهً مَا هو لَهُ.
وقال قوم "الفعل مَا امتنع من التثنية والجمع". والرَّدُّ عَلَى أصحاب هَذِهِ المقالة أن يقال: إن الحروف كلها ممتنعة من التثنية والجمع وليست أفعالًا.
وقال قوم: "الفعل مَا حَسُنَتْ فِيهِ التاء نحو قمتُ وذهبتُ"، وهذا عندنا غلط لأنا قَدْ نسميه فعلًا قبل دخول التاء عَلَيْهِ.
وقال قوم "الفعل مَا حَسُنَ فِيهِ أمْسِ وغدًا" وهذا عَلَى مذهب البصريين غيرُ مستقيم، لأنهم يقولون أنا قائم غدًا، كما يقولون أنا قائم أمسِ.
والذي نذهب إِلَيْهِ مَا حكيناه عن الكِسَائِيّ من أن "الفعل مَا دلّ عَلَى زمان كخرج ويخرج" دلَّنا بهما عَلَى ماضٍ ومستقبل.
_________
١ الكتاب: ١/ ١٢.
باب الحرف: قال سِيبَوَيْهِ: وأما مَا جاء لمعنى، وَلَيْسَ باسم ولا فعل، فنحو"ثُمَّ" و"سَوْفَ" و"واو القسم" و"لام الإضافة". وكان الأخْفَشُ يقول: مَا لَمْ يحسُنْ لَهُ الفعل ولا الصفة ولا التثنية ولا الجمع وَلَمْ يَجُزْ أن يَتَصَرَّف فهو حرف. وقد أكثر أهلُ العربية فِي هَذَا، وأقربُ مَا فِيهِ مَا قاله سيبويهِ، إنه الَّذِي يفيد معنىً لَيْسَ فِي اسم ولا فعل. نحو قولنا "زيدٌ منطلقٌ" ثُمَّ نقول "هل زيدٌ منطلق؟" فافدْنا بـ"هل" مَا لَمْ يكن فِي "زيد" ولا "منطلق".
باب الحرف: قال سِيبَوَيْهِ: وأما مَا جاء لمعنى، وَلَيْسَ باسم ولا فعل، فنحو"ثُمَّ" و"سَوْفَ" و"واو القسم" و"لام الإضافة". وكان الأخْفَشُ يقول: مَا لَمْ يحسُنْ لَهُ الفعل ولا الصفة ولا التثنية ولا الجمع وَلَمْ يَجُزْ أن يَتَصَرَّف فهو حرف. وقد أكثر أهلُ العربية فِي هَذَا، وأقربُ مَا فِيهِ مَا قاله سيبويهِ، إنه الَّذِي يفيد معنىً لَيْسَ فِي اسم ولا فعل. نحو قولنا "زيدٌ منطلقٌ" ثُمَّ نقول "هل زيدٌ منطلق؟" فافدْنا بـ"هل" مَا لَمْ يكن فِي "زيد" ولا "منطلق".
1 / 50