يضاف إلى ذلك التعليمات عن القتال والحركات الحربية في ميادين الثورة، ولا سيما حسن معاملة الأسرى والعناية بالجرحى.
وأما أخبار الثورة ووقائعها اليومية في ساحاتها المنوعة فقد خصصت لها «الفرات» ملاحق تنشرها علاوة على أعدادها، وهي الجريدة العراقية الوحيدة التي نشرت «قرار المؤتمر العراقي» المنعقد في دار البلدية في دمشق في 7 آذار (مارس) سنة 1920، ونودي فيه باستقلال العراق - يوم نودي باستقلال سورية وملكية فيصل عليها - وقد أرسل هذا القرار إلى الجريدة مع رسول خاص من الشام، كما حملت خطب الملك فيصل في عاصمته دمشق وبثت رسالة البيت الهاشمي في بعث الأمة بعثا سياسيا منظورا.
ويلوح أن الجريدة توقفت مدة قصيرة ثم استأنفت الصدور بعددها الخامس وقد جاء فيه :
تعود «الفرات» إلى الصدور بإيجاب من الهيئة العلمية وزعماء النهضة العربية، والأمل أن أولياء الأمور الذين قاموا بنشر هذه الصحيفة الحرة واهتموا بإظهارها وصمموا على استمرار إصدارها سوف يستمرون على القيام بشئونها وضمانة حياتها؛ لتعيش كما تعيش الصحف الراقية ذات المبدأ الصحيح، فيكون لها مكان عال وشأن في العالم رفيع.
نعم، إن الهيئة العلمية لن تنفك عن العناية بأمر الصحافة، وسوف تخلد ذكرا مجيدا لها في تاريخ النهضة العراقية بإصدار الفرات. وقد بشرتنا باهتمامها وتصدي القائمين بها من رجال الفضل بتوسيع حجمها وإصدارها مرتين في الأسبوع، وسيكون ذلك في القريب، كما سيطرد تحسينها مع ملاءمة الظروف والأحوال، فالفرات تعود اليوم كما كانت في البدء بتحتيم كبار الأمة.
وكانت الأيدي تتخاطف جريدة الثورة هذه ويقرؤها الناس بلهفة في سائر البلاد، ولا سيما في مسرح الثورة وصفوف المقاتلين، كما أنها كانت ترسل إلى خارج العراق، فتبلغ سدة ملك العرب في الحجاز، جلالة الحسين بن علي فيعنى بتتبعها بدقة، وتصل بلاط الملك فيصل في الشام وتنتهي إلى سائر المهتمين بالحركة القومية في سورية وغيرها.
غير أنه بعد أن خفتت الثورة بعض الشيء، وتفرق كثير من زعمائها في أنحاء غير متقاربة، توقفت عن الصدور غير متجاوزة العدد الخامس.
وها أنا أورد مثالا من منشورات «الفرات»:
إن الوطن الذي ألزم كل فرد منكم بالدفاع عنه يلزمكم أيضا بأن تراعوا الشروط الآتية: (1)
يجب على كل رئيس قبيلة أن يفهم كافة أفرادها بأن المقصود من هذه النهضة إنما هو طلب الاستقلال التام. (2)
Page inconnue