موقف الإمام زيد بن علي
كان الإمام زيد صاحب مشروع عملي يسعى إلى تغيير الواقع السيئ الذي تعيشه الأمة في ظل الحكم المتسلط، وكان الأمويون قد وضعوا أي دعوة للتغيير من قبل أبناء علي وأنصارهم في إطار الثورة على منهج الخلفاء، ومن هنا أوهموا العامة أن ثورة الإمام زيد ثورة شيعية تستهدف أهل السنة والجماعة، عند ذلك صار الموقف من الشيخين موضع وفاق وفراق، فالمتشددون من تيار السنة يريدون من الإمام زيد إعلان موقف لا يختلف عن موقفهم تجاه الشيخين، والمتشددون من الشيعة يريدون منه إعلان البراءة منهما.. ولكنه لم يتردد في شرح ما يراه صوابا ومبرئا للذمة، فبين - كما سيأتي - لذوي الميول السنية أنه يفرق بين منهج السلطة الأموية وبين منهج الخلفاء، وأن قيامه ضد بني أمية جاء نتيجة لما يرتكبونه من ظلم وجور وعدوان.
وعلى الجانب الآخر دعا المتشددين من الشيعة لبيعته على مثل ما بويع عليه علي والحسن والحسين، أو يكفوا عنه أذيتهم، فقال لهم: «اختاروا: إما أن تقاتلوا معي وتبايعوني على ما بويع عليه علي والحسن والحسين، أو تعينوني بسلاحكم وتكفوا عني ألسنتكم»(1).
Page 49