ولا يملك القدرة على عون أحدٌ سواك ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ أي دلنا وأرشدنا يا رب إِلى طريقك الحق ودينك المستقيم، وثبتنا على الإِسلام الذي بعثت به أنبياءك ورسلك، وأرسلت به خاتم المرسلين، واجعلنا ممن سلك طريق المقربين ﴿صِرَاطَ الذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ أي طريق من تفضّلت عليهم بالجود والإنعام، من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وَحَسُنَ أولئك رفيقًا ﴿غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم وَلاَ الضآلين﴾ أي لا تجعلنا يا ألله من زمرة أعدائك الحائدين عن الصراط المستقيم، السالكين غير المنهج القويم، من اليهود المغضوب عليهم أو النصارى الضالين، الذين ضلوا عن شريعتك القدسية، فاستحقوا الغضب واللعنة الأبدية.
اللهم آمين.
البَلاَغَة: ١ - ﴿الحمد للَّهِ﴾ الجملة خبرية لفظًا إنشائية معنىً أي قولوا «الحمدلله» وهي مفيدة لقصر الحمد عليه تعالى كقولهم: الكرم في العرب.
٢ - ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ فيه إلتفات من الغيبة إلى الخطاب ولو جرى الكلام على الأصل لقال: إيّاه نعبد، وتقديم المفعول يفيد القصر أي لا نعبد سواك كما في قوله: ﴿فارهبون﴾ [البقرة: ٤٠] .
٣ - قال في البحر المحيط: وفي هذه السورة الكريمة من أنواع الفصاحة والبلاغة أنواع:
الأول: حسن الافتتاح وبراعة المطلع.
الثاني: المبالغة في الثناء لإِفادة «أل» الاستغراق.
الثالث: تلوين الخطاب إذ صيغته الخبر ومعناه الأمر أي قولوا الحمد لله.
الرابع: الاختصاص في قوله ﴿للَّهِ﴾
الخامس: الحذف كحذف صراط من قوله ﴿غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم﴾ تقديره غير صراط المغضوب عليهم وغير صراط الضالين.
السادس: التقديم والتأخير في ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ .
السابع: التصريح بعد الإبهام ﴿الصراط المستقيم﴾ ثم فسره بقوله: ﴿صِرَاطَ الذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ .
الثامن: الالتفات في ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ .
التاسع: طلب الشيء والمراد به دوامه واستمراره في ﴿اهدنا الصراط﴾ أي ثبتنا عليه.
العاشر: السجع المتوازي في قوله: ﴿١٦٤٩;لرحمن الرحيم ... اهدنا الصراط المستقيم﴾ وقوله ﴿نَسْتَعِينُ ... الضآلين﴾ .
الفوَائِد: الأولى: الفرق بين ﴿الله﴾ و﴿الإله﴾ أن الأول اسم علم للذات المقدسة ذات الباري
1 / 20