L'élite de l'ère dans l'histoire et les portraits des hommes célèbres d'Égypte
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
Genres
تشكيل مجلس نيابي للأمة. (3)
زيادة عدد الجيش إلى 18000 ألف.
وبعد المداولة رضي الخديوي بعزل النظار مع إرجاء الفصل في المطلبين الآخرين إلى أن يأخذ رأي الباب العالي.
فقبل عرابي ذلك وانصرف الجيش داعيا للخديوي بطول البقاء، وطلب عرابي من الخديوي أن يصفح عنه فكان له ذلك.
غير أن عرابي داخل نفسه الغرور فبالغ في ادعاء ما ليس من حقه، فأصدر في 9 سبتمبر منشورا لقناصل الدول يطمئنهم فيه على رعايا دولهم، ويخبرهم أنه المؤاخذ على حفظ النظام، وهو حق غريب استباحه لنفسه، وكان الأجدر تركه لأمير البلاد أو لأحد وزرائه. فشكلت النظارة الجديدة برئاسة شريف باشا بعد أن أخذ تعهدا من رؤساء الحزب العسكري بالامتثال لأوامره، فتهدئة للأفكار أرسل عرابي مع «ألايه» إلى رأس الوادي، وعبد العال مع ألايه إلى دمياط، فامتثلا، وأثناء غيابهما عن القاهرة حضر وفد من قبل الباب العالي للنظر فيما سمعته الدولة من المشاكل الجارية في مصر، فوجد ظاهر الأمور هادئا فأعلم الدولة بذلك. وبعد سفر الوفد أصدر الخديوي أمرا في 26 محرم سنة 1299ه/18 ديسمبر سنة 1881م بتنصيب محمد سلطان باشا رئيسا لمجلس شورى النواب.
فاجتمع الأعضاء وشكلت منهم لجنة لمراجعة قانون المجلس. فأقرت اللجنة أكثر المواد إلا ما تعلق منها بميزانية الحكومة. إذ رأت اللجنة أن للمجلس الحق في مراجعتها مع أن شريف باشا قد تذرع بالقانون إلى عدم جواز ذلك للمجلس؛ عملا برغبة المراقبين والدول الأوربية خوفا من تطرق الاضطراب ثانية إلى الشؤون المالية.
وكانت عرى الاتفاق بين الأعيان ورجال الجيش قد وثقت، فعين الخديوي عرابي وكيلا لنظارة الحربية سنة 1299ه/يناير سنة 1882، وأنعم عليه برتبة باشا إرضاء لذلك الحزب، فتمسكت اللجنة برأيها ولم ير شريف باشا وسيلة لإجابة طلبها لعلمه أن الدول لا تسمح بذلك.
وكانت الحكومة الفرنساوية منذ مظاهرة 9 سبتمبر سنة 1881م، ترى وجوب بسط إنجلترا وفرنسا شيئا من الإشراف على الديار المصرية.
محمد سلطان باشا رئيس مجلس شورى النواب المصري.
فأرسلتا مذكرتين إلى شريف باشا عن يد معتمديهما في مساعدة الخديوي، ومساعدة حكومته للتغلب على المصاعب المتنوعة، التي تزيد الارتباك والقلق في القطر المصري، فراب الأمر أعضاء مجلس الشورى وتمسكوا برأيهم في أمر الميزانية. ولما رأوا أن شريف باشا يعارضهم طلبوا إلى الخديوي إقالته فاستقال، ثم شكل الخديوي وزارة جديدة في 26 ربيع الأول سنة 1295ه/فبراير سنة 1882 برئاسة «محمود باشا سامي البارودي»، طبقا لرغبة أعضاء المجلس، وجعل أيضا عرابي باشا ناظرا للحربية فيها. على أن إذعان الخديوي لرغبة الأعيان بهذه الصفة كان يقصد به حلا عاجلا للمشكلة، ريثما يتم الاتفاق على من يوكل إليه قمع هؤلاء الثوار بالقوة، وبمجرد تشكيل الوزارة الجديدة أخذ نفوذ الحزب العسكري في الازدياد يوما بعد يوم؛ لأن رئيسها من المنتمين للحزب العسكري وتعيين عرابي ناظرا للحربية وهو أكبر عامل في الثورة.
Page inconnue