L'élite de l'ère dans l'histoire et les portraits des hommes célèbres d'Égypte
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
Genres
وخلاصة القول: إن مصر كانت في أيامه زاهية زاهرة والناس في رغد ورخاء، وخصوصا بعد ارتفاع أثمان الأقطان أثناء حرب أميركا، فإن ثمن القنطار الواحد بلغ 16 جنيها، فكان سكان هذا القطر السعيد، وفيهم الكاتب والشاعر والتاجر والصانع يتحدثون بمآثره وأنعامه وتنشيطه.
صفاته
كان إسماعيل باشا ربعة ممتلئ الجسم قوي البنية عريض الجبهة كث اللحية مع ميل إلى الشقرة، أما عيناه فكانتا تتقدان حدة وذكاء مع ميل قليل نحو الحول أو أن إحداهما أكبر من الأخرى قليلا.
وكان جريئا مقداما ذا قوة غريبة على إقامة المشروعات، كثير العمل لا يعرف التعب ولا الملل ولا مستحيل عنده. وكان ساهرا على مجريات حكومته لا تفوته فائتة، وأما أعمال الدائرة السنية فقد كان يطلع على جزئيات أعمالها وكلياتها، فلا يباع قنطار من القطن إلا بمصادقته.
وكان عظيم الهيبة جليل المقام لا يستطيع مخاطبه إلا الانقياد إلى رأيه، حتى قيل على سبيل المبالغة: إن الذين يخاطبونه يندفعون إلى طاعته بالاستهواء أو النوم المغنطيسي.
وكان حسن الفراسة قل أن ينظر في أمر إلا استطلع كنهه، فإذا نظر إلى رجل عرف نواياه أو تنبأ بمستقبل أمره. ومما يتناقلونه عنه أنه أدرك مستقبل أحمد عرابي وهو لا يزال ضابطا صغيرا، فأوصى المغفور له الخديوي توفيق باشا أن لا يرقيه؛ لئلا يتمكن من بث نواياه الثورية فتقود إلى ما لا تحمد عقباه.
وكان يتكلم الفرنسوية جيدا وهي اللغة التي يخاطب بها الأجانب، ويحسن العربية والتركية والفارسية ويحب الفخر والبذخ.
أما وصيته فإنه كان قد أضاف 4700 أو 4800 من أطيانه في أيام ولايته إلى الأطيان الموقوفة على أهل قوالة وقدرها 10 آلاف فدان في كفر الشيخ، وجعل لنفسه الشروط العشرة في هذا الوقف بما فيها من حق التغيير والإبدال. ثم آلت نظارة هذا الوقف إليه ففصل 4700 فدان التي أضافها إليه عملا بحقه، ووقفها على حاشيته كلها، ولم يستثن منها أحدا حتى من كان فرنسيا كسكرتيره أو إنكليزيا كطبيبه، أو غيرهما من الأتباع والجواري اللواتي يبلغ عددهن 450 جارية، عدا 400 بيضاء كان قد زوجهن بأعيان مصر قبل مفارقته هذه البلاد.
وقد أقام صديقه الحميم راتب باشا وكيلا لحرمه، وأوصى أن يعطى 150 جنيها شهريا، وأن تعطى حرمه 50 جنيها شهريا، وأن يضاف راتبها إلى راتبه إذا توفيت في حياته. ويؤخذ راتبهما كليهما من تفتيش إيتاي البارود. وتئول نظارة وقف قواله بعده إلى حضرة صاحبة العصمة الأميرة زبيدة هانم بنت محمد علي باشا الصغير بن محمد علي باشا الكبير، وتئول نظارة وقف القصر العالي إلى الأمير عثمان باشا فاضل؛ ولهذا الوقف بيوت ونحو 1200 فدان من الأطيان، ويبلغ دخله نحو 5 آلاف جنيه سنويا.
وقد ترك سراي الزعفران لحرمه الثلاث، وكذلك كل منقولاته وقيمتها غير معلومة.
Page inconnue