L'élite de l'ère dans l'histoire et les portraits des hommes célèbres d'Égypte
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
Genres
حياته العملية
تربى حضرة المترجم له تربية عالية، وأدخل المدارس الابتدائية والعالية، فحاز شهاداتها وأدخل بعد تحصله على شهادة البكالوريا قسم أدبي مدرسة الزراعة العليا، فنال منها شهادة الدبلوم العليا وأبت نفسه الطموحة إلى الرفعة والمعالي الاندماج في سلك وظائف الحكومة المحددة، بل استخدم فطنته وذكاءه فيما يفيد الهيئة الاجتماعية ونفسه، فشمر عن ساعد الجد وأخذ يباشر زراعة أطيانه الواسعة مستعينا بالمعلومات الكافية والتجارب العديدة التي شاهدها في سني الدراسة وبعدها ، فنمت وزهت وأثمرت وزادت أضعافا عما كانت عليه قبل أن يستلم زمامها ويدير حركتها، وذلك بفضل عزيمته الماضية وغزارة مادة معلوماته في الشؤون الزراعية وكذا يرجع الفضل في ذلك أيضا إلى حسن معاشرته، ورقة حديثه ولطف أخلاقه، وكمال خلقه الأمر الذي جعله محبوبا كثيرا من عموم سكان هذه البلدة، كما أنه محترم الجانب عند كل عارفيه.
وإن المستقبل لكفيل بمستقبل زاهر لهذا الشبل وشأن هام بين رجال مصر العاملين لخيرها وفائدتها، لما نراه فيه من الهمة والإقدام والرجولية الصحيحة مما نبشر الهيئة الاجتماعية عامة به.
صفاته وأخلاقه
مثال اللطف، والدعة، وعلو النفس، يميل بفطرته إلى المساعدات الخيرية لمحض عمل الخير المجرد من حب الفخفخة والظهور، رحوما على الفقراء محبا لتعضيد كل مشروع حيوي مفيد يعود على وطنه وأبنائه بالنفع الجزيل، أطال الله في حياته وأكثر من أمثاله بين شباب مصر الناهض.
ترجمة العصامي السري المرحوم سليم صيدناوي بك
أحد أصحاب أعظم محل تجاري بالقطر المصري
لقد أفردنا بابا خاصا في هذا الجزء وفي الأجزاء المقبلة لتدوين تاريخ ورسوم مشاهير تجار القطر المصري، ونبتدئ بسرد تاريخ ذاك العصامي الكبير ألا وهو المرحوم سليم صيدناوي بك، الذي يعد من أكبر تجار القطر قاطبة، وحسبك ما تراه مشاهدا ملموسا في عموم المديريات من حركة البيع والشراء والأخذ والعطاء الجارية على قدم وساق في محلات سليم وسمعان صيدناوي بك وشركاهم، التي حازت شهرة عظيمة في عواصم أوربا عامة، والشرق خاصة، لم تبلغها غيرها من البيوتات التجارية الأخرى، وقد يرجع الفضل في هذا النجاح الباهر لأمور عديدة، منها شهرة أصحابها بطهارة الذمة، وحسن المعاملة ولين الجانب، والكفاءة الشخصية في كافة الشؤون التجارية والاقتصادية. وإنك لا ترى زائرا يقصد محلات صيدناوي لقضاء حاجة إلا وخرج منها مرتاح الضمير؛ نظرا لدماثة أخلاق أصحابه، ولا سيما حضرة صاحب العزة سمعان بك صيدناوي شقيق هذا الفقيد وحضرات أنجالهما الذين نشير إليهم بالإيماء؛ لأنهم معروفون لدى جميع المصريين برقة الطباع والكياسة مع ما اشتهروا به من العطف على الفقراء ومساعدة البؤساء.
مولده ونشأته
ولد هذا العصامي الكبير في دمشق الشام سنة 1856م، وتربى برعاية والديه اللذين سهرا على تهذيبه وتربيته التربية المنزلية السامية، وقد علمه والده القراءة والكتابة بقدر ما كانت تسمح به أحوال تلك الأيام، وكان والده كثير التفكير في مستقبل بنيه، ويرى أن الشاب لا يأمن الفقر ما لم يتعلم صنعة من الصنائع الضرورية، فمال إلى تعلمه التجارة وفي عام 1879 جاء مصر حيث كان شقيقه سمعان بك فاشتغل أولا بالخياطة من طريق التجارة، فاشترك مع الخواجه متري صالحاني في محل للخياطة والتجارة، وحصة سليم من رأس المال دفعها أخوه سمعان بك، وبعد قليل احترق المحل وذهب رأس المال كله، وكان بين الأخوين الشقيقين تآلف وتحاب فوق تآلف الإخوة كأنهما شخص واحد، وكان للمرحوم سليم انعطاف عظيم على أخيه منذ الصغر؛ لأن سمعان بك أصغر من الفقيد بسنتين، فضرب صفحا عن تلك الخسارة، وشارك أخاه وفتحا حانوتا بالموسكي عند مدخل شارع منصور باشا لا تزيد مساحته على أربعة أمتار مربعة، أقام فيه سليم وسمعان صيدناوي في سنة 1879م، وأخذا يعملان بنشاط وأمانة، وهما على شظف عظيم من العيش، وكانت حياتهما غاية من البساطة، وقد كانا يتحدثان بذلك، وهما في بسطة من الجاه وسعة من الثروة.
Page inconnue