L'élite de l'ère dans l'histoire et les portraits des hommes célèbres d'Égypte
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
Genres
كلمة للمؤرخ
مما يرتاح له ضمير المؤرخ إثبات الصفات الحقيقية للموصوف، بحيث أن تكون هذه الحقائق ملموسة بعيدة عن المغالاة والمبالغة، فإذا نحن أردنا أن نصف حضرة المترجم وما خصه الرحمن به من المواهب السامية، والذكاء الفطري، والميل الغريزي لمحض عمل الخير، المجرد من حب الشهرة الكاذبة وإنفاقه الأموال الطائلة فيما يعود على الفقراء والمعوزين البؤساء بما يخفف لوعتهم، ويكفل راحتهم وينطق ألسنتهم بالشكر والثناء على هذا المحسن الجواد الكريم، نقول إذا نحن أردنا سرد أعمال وحسنات هذا الشهم الفاضل لضاق المقام من دون أن نأتي ببعضها.
ومما يحسن ذكره هنا أن تأتي هذه الشمم العالية والأعمال الباهرة من حضرة صاحب الترجمة، وهو لم يحصل قسطا وافرا من العلوم المدرسية ولا شهادات عالية؛ كي يصح أن يقال إنه تمكن بفضل هذه العلوم من الوصول إلى هذا المركز الأدبي الذي يحسد عليه من كثيرين، ولكنه وصل إليه بفضل المزايا الجميلة التي خصه بها المولى سبحانه وتعالى.
مولده ونشأته
ولد حضرة المترجم ببلدة كوم النور التابعة لمركز ميت غمر دقهلية عام 1883 ميلادية الموافق لعام 1302 هجرية، من أبوين شريفين فاضلين ربياه فأحسنا تربيته، وغذياه بلبان الفضيلة والاستقامة والتقى والصلاح وأدخلاه مدرسة البلدة فتلقى فيها ما كان ضروريا من العلوم الأولية، ومن ثم أخرجاه منها لمباشرة إدارة حركة أعمال والده الزراعية وأطيانه الواسعة.
حضرة الوجيه الفاضل الشيخ محمد عبد الله الشلتاوي من أعيان كوم النور.
نعم وإن كانت هذه العلوم الأولية جاءت معززة ومكملة لذكائه الفطري، الذي خلق معه منذ ولادته، وتعتبر في الحقيقة كافية لمثله في ذاك الوقت، إلا أن تربيته العلمية وتجاربه الكثيرة الناجحة جعلته كاملا من كل الوجوه.
حياته العملية
توفي المرحوم الحاج عبد الله الشلتاوي والد حضرة المترجم له دون أن يصل ولده السن الذي يؤهله لإدارة حركة المرحوم والده، ولكن بفضل ذكاء المترجم الفطري وقوة إرادته وحسن تربيته تمكن من الوصول بها إلى الغاية التي كان يرجوها، وصعد بها إلى أعلا درجات التحسين والإنماء، وكان طالعه زاهرا وحظه وافرا فأصاب مغنما عظيما، وهذا أيضا يدل على رضا العزة الإلهية عليه، فشمر عن ساعد الجد واستخدم مواهبه السامية وتجاربه الناجعة، فأصاب بها كبد الغرض المقصود، وفاز بالمطلوب وأصبح يشار إليه بالبنان مشكورا من الجميع بكل شفة ولسان، محترم الجانب مكرما مبجلا من جميع عارفي فضله وأدبه ومروءته.
مآثره المشكورة
Page inconnue