403

L'élite de l'ère dans l'histoire et les portraits des hommes célèbres d'Égypte

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

ورث العلى عن أكرم الأجداد

يغني الزمان وما لناشد وصفه

إدراكه أو منتهى لنفاد

مقدمة المؤرخ

ما من مصري تظله سماء مصر، وشرب جرعة من نيلها المبارك إلا وقد اتصل بمسمعه ما عليه بيت جمال الدين الأيوبي في منفلوط من الرفعة، والمجد، وشرف المحتد، والنبل، والجاه العريض، والأريحية الشماء والكرم الحاتمي والغيرة على الدين والوطن، ويمكننا أن نقول بلا جدال: إن هذه العائلة الشريفة هي الوحيدة التي حازت رضى جميع أصحاب السمو الخديويين السابقين وعموم أمراء الأسرة المالكة حتى اليوم، فنراهم عند زيارتهم لصعيد مصر يعرجون على قصرهم الفخم المعروف بمنفلوط فينزلون فيه على الرحب والسعة، ويلاقون من أفرادها كل إخلاص وولاء وإجلال واحترام وكرم حاتمي يليق بمقامهم الرفيع، ولا يمكن أيضا لمن احتك بأفراد هذه العائلة النبيلة وعرف جليل صفاتهم، ودرس أخلاقهم، وشاهد كرمهم، إلا الاعتراف بفضلهم ، ونبلهم، وجدير بالأمة المصرية أجمع أن تفاخر بهذه العائلة التي هي أفضل قدوة لمن يريد عبور هذه الحياة تاركا من ورائه ذكرى خالدة، وعملا مجيدا يدوم في بطون التاريخ ما دامت السماوات والأرض.

مولده ونشأته

حضرة الشاب النبيل والأستاذ الضليع محمد بك جمال الدين المحامي الشهير بأسيوط.

وإذا نحن أثبتنا في هذا السفر التاريخي فذلكة صغيرة عن حياة فرد أثيل نبيل من أفراد هذه العائلة الشريفة، ألا وهو حضرة الشاب المهذب القانوني الضليع الأستاذ محمد بك جمال الدين الأيوبي المحامي الشهير بأسيوط، وذكرنا لمحة وجيزة عن مناقبه، وغزارة أدبه، وسمو تربيته ودماثة أخلاقه، وقصرنا في المدح والإطناب فليعذرنا القارئ الكريم، وإننا نكتفي بإثبات قطرة صغيرة من بحر أدبه وكماله وفضله فنقول:

ولد هذا الأستاذ الأديب ببندر منفلوط مديرية أسيوط في 5 نوفمبر، سنة 1892 في وسط هذه العائلة الشريفة حسبا ونسبا فرباه والده الجليل المرحوم أحمد بك صالح جمال الدين كبير أعيان منفلوط على بساط العز والدلال، أو كما تتربى أولاد الأعيان فأرسله أولا لمدرسة أسيوط الابتدائية الأميرية، فارتشف من بحر علمها قسطا وافرا وكان في مدة دراسته آية من آيات الذكاء والنبوغ وموضع إعجاب أساتذته، وحاز منها على شهادة الدراسة الابتدائية، ثم أدخل المدرسة الخديوية الثانوية بالقاهرة فشمر عن ساعد الجد والإقدام وأحرز شهادة الكفاءة وكذا نال شهادة البكالوريا بتفوق يذكر، ومن ثم التحق بمدرسة الحقوق الملكية ومنها تجلت مواهبه السامية بما كان يبديه من الجدة والغيرة على ارتشاف العلوم حتى فاز منها بشهادة الليسانس.

اشتغاله في مهنة المحاماة

Page inconnue