395

L'élite de l'ère dans l'histoire et les portraits des hommes célèbres d'Égypte

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

كذلك الأرض تبكي فقد عالمها

كالأم تبكي ذهاب النافع الغالي

ترجمة حضرة الشاب الأديب الأستاذ أميل أفندي زيدان

النجل الأكبر للمرحوم جرجي بك زيدان وأحد صاحبي امتياز ورئيس تحرير مجلات الهلال والمصور وكل شيء

قد يشعر القارئ الكريم بحسرة ولوعة من فقد ذاك الرجل العالم العامل، الذي ترك فراغا عظيما في عالم التاريخ والأدب، ولكن ولئن خسر الشرق جرجي بك زيدان فعزاء قراء العربية أنه خلف نجله الأكبر، ألا وهو حضرة الأستاذ الفاضل أميل أفندي زيدان صاحب هذه الترجمة الذي استلم زمام الهلال وإدارته، وسار في نفس الخطة التي رسمها له المرحوم والده مقتفيا خطواته، ومحييا آثاره فلم يشعر قراء العربية بنقص من هذا القبيل.

وهو شاب في مبتدأ الحياة ولد في مصر في 22 يوليو سنة 1893م، وتلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدارس الفرير، فحاز شهادة الدراسة الثانوية قبل أن يبلغ الخامسة عشرة من عمره، ثم رحل إلى كلية الأمريكان في بيروت، فدرس العلوم والفنون ونال درجة بكالوريوس علوم بعد درس أربع سنوات.

ثم رجع إلى مصر في صيف سنة 1912، ورحل منها برفقة والده إلى فرنسا وإنكلترا وسويسرا لتكملة علمه بتفقد المتاحف والمعاهد العلمية، ثم رجع إلى مصر وأخذ في درس الحقوق ومساعدة والده في تحرير الهلال متمرنا على يديه ومتشربا روحه وتعاليمه، فتهيأ إلى العمل المجيد الذي أعده له والده.

وشمر عن ساعد الجد والاجتهاد فأوسع أبواب الهلال، وأتقن طبعه واستحضر له خصيصا أحدث المطابع الأوربية فأقبل الكثير من مريدي وعشاق المطالعة على اقتناء أعداده وتجليدها سنويا لتحفظ ضمن مكاتبهم، ولم يكتف هذا الشاب النشط بهذا العمل مع اتساع نطاقه حتى استصدر رخصة لإصدار مجلة مصورة أسبوعية أسماها «المصور» باشتراكه مع حضرة شقيقه الأديب شكري أفندي زيدان فما كاد يظهر العدد الأول منه حتى قوبل من الجمهور المصري بنوع خاص بشغف عظيم، وإقبال فائق لما حواه المصور المذكور من المواضيع الأدبية والفنية والفكاهية ومستحدثات الصور في الشرق والغرب، وقد نال مع حداثة ظهوره أعظم مكانة صحافية في عواصم البلاد، وترى حضرة صاحب هذه الترجمة مكبا على العمل يواصل ليله بنهاره بهمة لا تعرف الملل، وعزيمة لا يعتورها كلل ومع كثرة أعماله هذه تراه يقابل زائريه بكل ترحاب وإكرام، ويأخذ في مؤانستهم فيخرجون معجبين بعظيم تربيته وواسع خبرته، وحسن كفاءته الصحافية ومقدرته على احتمال الصعاب في سبيل إنهاض الشرق بما يأتيه من شتات المواضيع الأدبية والعلمية والفنية والتاريخية، أكثر الله من أمثاله لرفع لواء العلم في ربوع البلاد ولا أحرم الناس من نفحات قلمه الفياض، إنه سميع مجيب.

حضرة الشاب الأديب النشيط شكري أفندي زيدان

أحد صاحبي مجلات الهلال والمصور وكل شيء

Page inconnue