L'élite de l'ère dans l'histoire et les portraits des hommes célèbres d'Égypte

Zaki Fahmi d. 1350 AH
197

L'élite de l'ère dans l'histoire et les portraits des hommes célèbres d'Égypte

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

ولما كان صاحب الترجمة محبوبا كثيرا من المرحوم محمد باشا الشواربي كبير الأسرة الشواربية، وقد توسم فيه الرأي الصائب والفكر الثاقب فقد أوصى له بنظارة أوقافه الشاسعة يتولى إدارة شؤونها بنفسه، وذلك بعد أن تأكد لديه مقدرته وكفاءته وسعة مداركه وقوة عزيمته، فقام فيما عهد إليه أحسن قيام وسلك في ذلك السبيل القويم مما يرضي الله تعالى والناس أجمعين، ولم يغفل لحظة واحدة عن تنفيذ ما قد أوصى به المرحوم الواقف في وقفيته مما بعث السرور إليه في مرقده.

ولما كان المغفور له الباشا المتوفى رحمه الله قد أوصى بمرتبات تصرف لفقراء العائلة، فقد قام حضرة الوصي بإعطاء كل ذي حق حقه مما حبب إليه عموم أولئك الفقراء خاصة والعائلة عامة.

وقد تولى الوصاية على تربية وتهذيب حضرة عبد الحميد بك الشواربي نجل المرحوم الباشا المولود في يونيه سنة 1906، حيث وجه إليه عناية خاصة لتثقيف مداركه بلباب العلوم والمعارف ليهيئ له مستقبلا باهرا ومركزا لائقا يليقان بشرف أسرته العظيمة الجاه.

وظائفه القضائية

وقد تعين حضرة المترجم له قاضيا بالمحاكم الأهلية، فكان في كل أدواره فيها مضرب المثل في طهارة الذمة والتأني في النطق بالأحكام بعد التثبت من وقائع الدعاوى، وكان عادلا فيها كما وقد شغل قبل ذلك مركزا في النيابة العمومية، حيث كان وكيلا لنيابة محكمة الزقازيق فكان والحق يقال مثال الموظف المجد النشط والعالم المقدام.

انتخابه عضوا بمجلس النواب المصري

وقد انتخب حضرة صاحب الترجمة عضوا بمجلس النواب المصري عن دائرة مركز قليوب بأغلبية ساحقة، ذلك بعد أن تأكدت هذه الدائرة من مقدرته العلمية وكفاءته الشخصية، وإنه جدير بهذه الثقة وقد كان بودنا أن يدوم هذا المجلس منعقدا زمنا طويلا؛ لنرى وقفات هذا النائب الجليل ونسمع آراءه الصائبة واقتراحاته المفيدة، التي لا شك ستكون من ورائها فائدة عظمى لتلك الدائرة التي انتخب لها.

وقد لا تقف مجهودات هذا العامل المجد عند هذا الحد فحسب، بل إنه قدم نفسه ليسافر على نفقته الخاصة متجشما صعاب السفر؛ ليحضر مؤتمر بروكسل النيابي الاقتصادي، وليس بغريب على حضرة النائب إذا قام بهذا العمل وقدم هذه التضحية، فله في كل عمل يد بيضاء تذكر له بالتجلة والاحترام.

وقد حباه جلالة مولانا المليك المعظم حيث شمله بعطفه، فأنعم عليه في شهر سبتمبر سنة 1925 برتبة الباشوية فجاء هذا الإنعام مؤيدا لما لحضرة المنعم عليه من المنزلة العالية والمكانة السامية، وقد كان له رنة فرح وسرور لدى كل عارفي هذا الشهم المفضال.

صفاته وأخلاقه

Page inconnue