L'élite de l'ère dans l'histoire et les portraits des hommes célèbres d'Égypte

Zaki Fahmi d. 1350 AH
148

L'élite de l'ère dans l'histoire et les portraits des hommes célèbres d'Égypte

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

وأرجو من سمو الأميرة أن تتفضل وتبلغ عنا احترامات الأمة المصرية، وأماني الشعب المصري لحضرة صاحبة الجلالة الإمبراطورة زوديتو، وحضرة صاحب السمو ولي العهد الرأس طفري، ولجميع الأمراء والشعب الحبشي، وأسأل الله تعالى أن يديم سلامة المملكة الحبشية، ويؤيدها بكل قوة وسعادة من لدنه، ويحفظ لنا جلالة مليكنا فؤاد الأول المعظم وسمو الأمير فاروق ولي عهده فهو السميع المجيب.

وأعقب معاليه سعادة مرقص سميكة باشا، فألقى كلمة حازت رضاء سموها وقوبلت بالاستحسان.

ثم وقف بعد ذلك سعادة بلاته هروي نائبا عن سموها، وخطب بالحبشية شاكرا للأقباط خصوصا وللمصريين عموما، ما لاقت الأميرة من عظيم الحفاوة بها، وقال: إنها ستخبر أهالي بلادها بهذه المحبة الفائقة، وهذا الإخلاص الوافر وإنها لن تنسى ما لاقته من مروءة معالي يوسف سليمان باشا صاحب الدار، وتوفر أسباب الراحة لها ولحاشيتها، مما سيدوم ذكره عالقا في فؤادها ما عاشت.

وأنه والحق يقال لقد أتى معالي صاحب الترجمة من ضروب الكرم، وحسن الضيافة والحفاوة المتناهية بسموها ورجال حاشيتها الكرام ما جعلهم يلهجون بالشكر والثناء لمعاليه.

تشريف جلالة الملك بسراي معاليه

ولما كان معالي صاحب الترجمة من أكبر المخلصين لجلالة مليك البلاد مولانا صاحب الجلالة فؤاد الأول، وحائزا على رضائه العالي، فقد تفضل جلالته حفظه الله فشرف سراي معالي صاحب الترجمة بالعباسية، بعد زيارة سمو الأميرة منن أثناء وجودها في سراي معاليه، وقد تفضل جلالته فصافحه معربا له عن ارتياحه باشا في وجهه، وقد قابل معاليه هذه المنة الكبرى والتعطف السامي بالدعاء بحفظ جلالته، وسمو الأمير ولي العهد، وعاد كما جاء بالإجلال والتعظيم إلى سراي عابدين العامرة.

الرتب والنياشين التي حازها معاليه

وقد حاز معاليه من أوسمة الفخار أكبرها وأعظمها ورتب المجد أرفعها وأفخرها، إذ منح الرتبة الثانية في 26 سبتمبر سنة 1892، والنيشان العثماني من الدرجة الرابعة في 2 فبراير سنة 1896، ورتبة البكوية من الدرجة الأولى في 20 مارس سنة 1916، ورتبة الباشوية في 31 مارس سنة 1920، ورتبة الوزارة في 22 مايو سنة 1922، ووشاح النيل الأكبر في 2 محرم سنة 339، ورتبة الامتياز في 22 ربيع الثاني سنة 1341، وفي كل ذلك أكبر دليل على ما لمعاليه من الجدارة والكفاءة والنزاهة.

صفاته وأخلاقه

وأما مكانة حضرة صاحب المعالي الجليل في الأمة المصرية عامة والأقباط خاصة، فقد نالت الدرجة القصوى من الاحترام والإكبار والإجلال، وذلك بفضل سمو أخلاقه وعالي مروءته، وتواضعه المتناهي والدعة التي لا ينفك لسان الرائي يلهج بالثناء عليها، فقد عرف بين جميع الطبقات بالبشاشة، وحسن اللقاء وطيب الحديث، فيستميل نفوس مجالسيه جاذبا إليه قلوبهم بعذوبة لفظه، ورقة عبارته، ولا نستطيع إثبات أعماله الخيرية الكثيرة، التي يجهد معاليه في كتمانها عن الناس عملا بنص الإنجيل المقدس، ولكن رغما من هذا الاجتهاد، فقد شهد له عموم أبناء الأمة القبطية بأنه يمسح دموع الأرملة، وعبرات الشيخ بيد الإحسان، ويتوجع للحزين، ويتفجع للكئيب، ويجد ويكد في تفريج كروب المتضايقين، وإغاثة الملهوفين وإيصال عيش أهل البيوت التي كانت عامرة، فجارت عليها صروف الزمان، وأناخت بفنائها كوارث الحدثان فانطلقت ألسنتهم بالدعاء والابتهال للعزة الإلهية أن يحفظ معاليه وعائلته الكريمة من كل سوء، وقد انتخب معاليه عضوا بمجلس النواب المنحل عن دائرة الأزبكية، وفاز بأغلبية الأصوات وكنا نود أن يظل المجلس منعقدا لتحقق مطالبه، ونسمع آراءه السديدة وأفكاره الصائبة لو لم تفاجئه عواصف السياسة التي قضت بحله.

Page inconnue