Le Navire Sauveur
السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية
Genres
ورواية أمالي الإمام المرشد بالله (ع) ما لفظه من حديث ابن عباس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: بينا هو جالس إذ جاء علي بن أبي طالب قال: (بأبي وأمي أنت تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه)، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: ((إيه يا أبا الحسن ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينتفع من عملته ويثبت ما تعلمته في صدرك ؟))، فقال: (أجل؛ فعلمني يا رسول الله)، قال: ((إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في الثلث الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب، وهو قول أخي يعقوب لبنيه: {سوف أستغفر لكم ربي} [يوسف:98]، يقول حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع ففي أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الثالثة فاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل(1)، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، عز وجل، وصل علي وأحسن، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتنيه، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا رحمن بجلالك ونوروجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني فإنه لا يعين على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا أبا الحسن إفعل ذلك ثلاث جمع أو ستا أو تسعا يجاب بإذن الله تعالى))، ولا يخفى ما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ويثبت ما تعلمت في صدرك))، من التنبيه على ما تعلمه الإنسان من قرآن وعلم ونحوهما.
وفيه من حديث علي عليه السلام قال: قالت فاطمة (عليها السلام): يا بن عم إشتد علي العمل فكلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لها: نعم، فأتاهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الغد وهما نائمان معا في لحاف واحد فأدخل بينهما رجليه، فقالت له فاطمة: يا نبي الله شق علي العمل فلو أمرت لي بخادم مما أفاء الله عليك، قال: ((أفلا أعلمك ما هو خير لك من خادم؟، أن تسبحي الله ثلاثا وثلاثين، وتحمدي ثلاثا وثلاثين، وكبري أربعا وثلاثين فتلك مائة في اللسان وألف في الميزان))، وذلك أن الله تعالى يقول: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام:160]، فالمائة بألف، ولا يخفى أن العلة الباعثة هنا هي الأعمال الشاقة فهو يحسن لأهل الأعمال الشاقة والمترادفة، والله أعلم.
وفيه من حديث أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا،وزدنا علما إلى علمنا)).
وفيه من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((سلوا الله علما نافعا واستعيذوا به من علم لا ينفع)).
Page 113