181

Le Navire Sauveur

السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية

Genres

Soufisme

وأخرج مسلم من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في أنهار الجنة حيث شاءت تم تأوي إلى قناديل تحت العرش))، ومثله في شهداء أحد من حديث ابن عباس عند أبي داود وأحمد والحاكم والبيهقي في (الشعب) والأحاديث التي جمعها السيوطي في هذا الباب قريبة من ثلاثين بطرقها ورواتها - أعني في مستقر الأرواح - قال: وإن اختلفت أقوال العلماء في مستقرها فعلى الجملة أنها متفاوتة الدرج والمقامات بحسب تفاوتها في الأعمال وذلك الإختلاف لا يؤدي إلى تعارض بين الأدلة وقد حققه ابن القيم، والله أعلم.

قال: وعلى كل تقدير فللروح بالبدن اتصال بحيث يصح أن يخاطب ويسلم عليها ويعرض عليها مقعدها وغير ذلك فيكون في الرفيق الأعلى وهي متصلة بالبدن، وإنما يأتي الغلط هنا من قياس الغائب على الشاهد.

قلت: وهذا حق وهو ما نعتمده ونعتقده وقد أشرنا إليه فيما سبق.

قال: وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم موسى عليه السلام ليلة الإسرى قائما يصلي في قبره ورآه في السماء السادسة، فالروح كانت هناك في مثال البدن فلها إتصال بالبدن حيث يصلي في قبره ويرد على من يسلم عليه وهو في الرفيق الأعلى، ولا تنافي بين الأمرين.

أقول: مرجع ذلك كله إلى القول بصحة عذاب القبر ونعيمه، ومذهب العترة عليهم السلام صحة ذلك فلا يمتنع ما روي ولا يبعد شيء مما ذكرنا فمرجعه إلى هذين الأصلين، وما روي من هذه الأفراد فهو تفصيل لما هو معلوم جملة، والله أعلم.

ولنختم القول في هذا المعنى؛ وهو إن شاء الله غير خال من فائدة واتعاظ

Page 202