117

Safar Nama

سفر نامه

Enquêteur

د. يحيى الخشاب

Maison d'édition

دار الكتاب الجديد

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٩٨٣

Lieu d'édition

بيروت

Genres

وكاتبا فِيهِ فتوة الشَّبَاب ورجاحة الْعقل وَمظَاهر التَّقْوَى وَقد أضافنا الْوَزير عِنْده من أول شعْبَان إِلَى نصف رَمَضَان ثمَّ أَمر بِإِعْطَاء الْأَعرَابِي الَّذِي استأجرنا جمله الثَّلَاثِينَ دِينَارا الَّتِي لَهُ عَليّ فكفاني مؤونة هَذَا الدّين اللَّهُمَّ تَبَارَكت وَتَعَالَيْت فرج ضيق المدينين من عبيدك من هم الْقَرْض بِحَق الْحق وَأَهله وَلما أردنَا السّفر رحلنا عَن طَرِيق الْبَحْر بعد أَن أَفَاضَ علينا بنعمه وأفضاله فَبَلغنَا فَارس فِي كَرَامَة وهدوء ببركة هَذَا الرجل الْحر رَضِي الله ﷿ عَن الرِّجَال الْأَحْرَار
وَفِي الْبَصْرَة ثَلَاثَة عشر مشهدا باسم أَمِير الْمُؤمنِينَ على بن أبي طَالب صلوَات الله عَلَيْهِ يُقَال لأحدها مشْهد بني مَازِن وَذَلِكَ أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عليا ﷺ جَاءَ إِلَى الْبَصْرَة فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَلَاثِينَ (سبتمبر ٦٥٥) من هِجْرَة النَّبِي ﵊ وَكَانَت عَائِشَة ﵂ قد أَتَت محاربة وَقد تزوج أَمِير الْمُؤمنِينَ ﵇ ليلى بنت مَسْعُود النَّهْشَلِي وَكَانَ هَذَا المشهد بَيتهَا وَقد أَقَامَ أَمِير الْمُؤمنِينَ اثْنَيْنِ وَسبعين يَوْمًا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْكُوفَة وبجانب الْمَسْجِد الْجَامِع مشْهد آخر يُسمى مشْهد بَاب الطّيب وَرَأَيْت فِي مَسْجِد الْبَصْرَة عمودا من الْخشب طوله ثَلَاثُونَ ذِرَاعا وسمكه خَمْسَة أشبار وَأَرْبَعَة أَصَابِع وَكَانَ أحد طَرفَيْهِ أسمك من الطّرف الآخر قيل إِنَّه من أخشاب بِلَاد الْهِنْد استولى عَلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ ﵇ وأحضره لِلْبَصْرَةِ والأحد عشر مشهدا الْأُخْرَى كل مِنْهَا بِموضع وَقد زرتها كلهَا
بعد أَن أيسرنا ارتدينا ملابسنا وذهبنا يَوْمًا إِلَى ذَلِك الْحمام الَّذِي لم يسمح لنا بِدُخُولِهِ من قبل فَوقف الحمامي عِنْد دخولنا من الْبَاب وَكَذَلِكَ وقف كل من الْحَاضِرين حَتَّى دَخَلنَا ثمَّ جَاءَ المدلك والقيم وقاما بخدمتنا فَلَمَّا فَرغْنَا ودخلنا غرفَة الملابس وقف كل من بهَا وَلم يجلسوا حَتَّى لبسنا ثيابنا وَخَرجْنَا وَفِي أثْنَاء ذَلِك كَانَ الحمامي يَقُول لصَاحب لَهُ هَذَانِ هما

1 / 148