Pages de la patience des savants face aux difficultés du savoir et de l'acquisition

Abd al-Fattah Abu Ghudda d. 1417 AH
12

Pages de la patience des savants face aux difficultés du savoir et de l'acquisition

صفحات من صبر العلماء

Genres

ثم روى البخارى سنده إلى ابن عباس فقال: إنى تماريت أنا وصاحبى هذا فى صاحب موسى الذى سأل السبيل إلى لقيه , هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ قال: نعم , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينما موسى في ملآ من بني إسرائيل ,جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال موسى: لا , فأوحى الله إلى موسى: بل عبدنا@ خضر ,فسأل موسى السبيل إليه , فجعل الله له الحوت أية , وقيل له : إذا فقد الحوت فارجع فإنك ستلقاه.

وكان يتبع أثر الحوت في البحر ,فقال لموسى فتاه (أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره...., قال: ذلك ما كنا نبعي فارتدا على أثارهما قصصا) فوجدا خضرا فكان من شأنهما الذى قص الله عز وجل فى كتابه.

قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) 1: 153 عند شرحه لهذا الحديث ((هذا الباب معقود للترغيب في احتمال المشقة في طلب العلم , لأن ما يغتبط به تحتمل المشقة فيه , ولأن موسى عليه الصلاة والسلام لم يمنعه بلوغه من السيادة المحل الأعلى من طلب العلم وركوب البر والبحر لأجله.

وفي الحديث: ركوب البحر في طلب العلم , بل فى طلب الاستكثار منه , ولزوم التواضع في كل حال)) .انتهى.

قال الحافظ البغدادي في ((الرحلة في طلب الحديث)) ص 53 عقيب هذا الحديث: ((قال بعض أهل العلم: إن فيما عاناه موسى من الدأب والسفر , وصبر عليه من التواضع والخضوع للخضر , بعد معاناة قصده مع محل موسى من الله عز وجل , وموضعه من كرامته وشرف نبوته: دلالة على ارتفاع قدر العلم وعلو منزلة أهله , وحسن التواضع لمن يلتمس منه ويؤخذ عنه.

ولو امتنع عن التواضع لمخلوق أحد , لارتفاع درجة وسمو منزلة , لسبق إلى ذلك موسى , فلما كان الجد والاجتهاد والانزعاج عن الوطن لمن يحرص على الاستفادة منه , مع الاعتراف بالحاجة إلى أن يصل من العلم إلى ما هو غائب عنه: دل على أنه ليس من الخلق من يعلو على هذه الحال ولا يكبر عنها)) . انتهى مصححا بقدر الإمكان.

2 وروى البخاري في ((صحيحه)) في كتاب المناقب في (باب قصة إسلام أبى ذر الغفاري رضي الله عنه) 6: 400 , وفي (باب قصة زمزم) 6: 400 أيضا , وفي (باب إسلان أبى ذر الغفاري رضي الله عنه) 7: 132 , وروى مسلم في ((صحيحه)) في (فضائل أبى ذر رضي الله عنه) 16: 32 واللفظ له عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما بلغ أبا ذر مبعث النيى صلى الله عليه وسلم بمكة , قال لأخيه أنيس : اركب إلى هذا الوادي , فاعلم لي علم هذا الرحل , الذى يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء , فاسمع من قوله ثم ائتني.

فانطلق أنيس حتى قدم مكة وسمع من قوله , ثم رجع إلى أبى ذر فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق , وسمعته يقول كلاما ما هو بالشعر , فقال أبو ذر: ما شفيتنى فيما أردت!

قتزود أبو ذر وحمل شنة له فيها ماء (1) حتى قدم مكة ' فأتى المسجد , فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه , وكره أن يسأل عنه , أنه غريب , ودعاه إلى منزله فتبعه , فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شي حتى أصبح. ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد , وظل ذلك اليوم ولا يرى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى: فعاد إلى مضطجعه , فمر به علي فقال: ما أن للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب به معه: ولا يسأل واخد منهما صاحبه عن شيء ,حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك , فأقامه علي معه , ثم قال له: ألا تحدثنى ما الذى أقدمك؟ قال: إن أعطيتنى عهدا وميثاقا لترشدني فعلت , ففعل , فأخبره , فقال: قإنه حق , وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم

Page 14