Pages de la patience des savants face aux difficultés du savoir et de l'acquisition
صفحات من صبر العلماء
Genres
" ولكى يخرج القارئ بفكرة مجملة عجلى عن المجهود العظيم المعجز، الذى @ واليوم - والحمد لله - تيسرت كل السبل، ولانت الوسائل ، ودنا القاصى والبعيد، وطويت ابعاد الزمان والمكان، ومع هذا اليسر كله: ونت الهمم وفترت العزائم، وضعف الانتاج، وغاب النبوغ، والحال فى العلوم الاسلامية واهلها الى ما ترى! ومع هذا: كثر فى الناس اليوم المدعون، مع كثرة الشطط وتجهيل السلف!
160 - راينا فى هذه الصفحات: كيف بلغ اولئك الائمة الاعلام الذروة فى العلم، دون تشجيع يصنع اليهم، او مكافأة مادية تدر عليهم، او منزلة حكومية يرتقبونها، او وظيفة دنيوية يتشبهون بها، انما كان همهم وقصارى مرادهم مما ركبوا فيه الصعب والذلول: خدمة دينهم، وارضاء ربهم، ونصر كتابهم، ونشر سنة نبيهم، وعلوم اسلامهم، فنالوا ما املوه فى الدنيا، ولهم عند الله تعالى من الاجر والمقام المحمود: ما لا عين رات، ولا اذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وما اغمضت منهم العيون لوداع هذه الدار الفانية، حتى تلقتهم رحاب
قام به المحدثون، وخاصة الذهبى فى " سير النبلاء" اذكر ان الامام الزركشى فى كتابه عن السيدة عائشة: " الاجابة لايزاد ما استدركته عائشة على الصحابة "، ذكر من الرواة عنها: اثنى عشر روايا، وانى اضفت عليهم نحوا من ثمانين روايا. جمعت اسمائهم فى اعوام متطاولة، وعلى مصادر كثيرة جدا، حتى لا يظن ان يكون فيها شيء عن السيدة عائشة، فاوصلت بعد هذا العناء: عدد الرواة عنها الى التسعين، وانا ارى انى اتيت بما لم يات به الاولون ولا الاخرون!
Page 126