ذلك المنظر الذي تقدم فيه سعدية لعبد السميع البرهان على أن محسن يحبها، ويريد أن يتزوجها.
أي شعور بالمهانة سيحس به عبد السميع، وأي هزيمة؟
ترى سيطلق سعدية ... ومتى سيطلقها؟!
يلقى السؤال عشرات المرات ...
يسأله زوج سنية لزوجته ... وتسأله سنية لاعتدال ...
وتعد اعتدال بأنها ستحمل النبأ بعد حين ... فهي مدعوة لتناول العشاء عند سعدية غدا ... وغدا سينتهي كل شيء.
ويمتلئ الصالون الأنيق في منزل عبد السميع بك بالضحكات في مساء الغد، إن فلان باشا منشرح الصدر رائق المزاج يبعث الفكاهات فيضج لها الجميع بالضحك ، والجميع هم فلان باشا نفسه، وهو أعلى الضاحكين صوتا لفكاهاته، ثم عبد السميع بك، ثم سعدية، ثم اعتدال.
ولن نستطيع أن نسأل اعتدال عن النبأ الآن، فقد وصلت متأخرة، ودخلت على الفور إلى الصالون.
ولن نستطيع أن ننتظر إلى نهاية السهرة، فقد ثمل فلان باشا، وأخذ يخلط بين سعدية واعتدال، ويبدو أن اعتدال بدورها ثملت فظنت نفسها زوجة عبد السميع ... ويبدو أنها نسيت وعدها بأن تحمل لنا الأنباء، وكأنما أحست اعتدال، وهي تتثاءب في فراشها في صباح اليوم التالي، بأنها نسيت شيئا هاما، فهي تطلب سعدية بالتليفون لتسألها عن الخبر، ولا تكاد تنتهي المحادثة، ولا تكاد تمر بضع دقائق حتى نسمع سنية تروي لزوجها النبأ: لقد تشاجرت سعدية مع محسن؛ لأنه رفض أن يعدها بالزواج، ونصحها بأن تظل مع زوجها.
ويصلح زوج سنية رباط رقبته أمام المرآة، ويقول دون أن يدير رأسه: هل كنت تظنين أنه طلب منها الزواج؟ - لقد أشاعت سعدية أنه طلب منها الزواج.
Page inconnue