L'amitié et l'ami

al-Tawhidi d. 414 AH
156

L'amitié et l'ami

الصداقة والصديق

Chercheur

الدكتور إبراهيم الكيلاني

Maison d'édition

دار الفكر المعاصر - بيروت - لبنان

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩هـ - ١٩٩٨ م

Lieu d'édition

دار الفكر - دمشق - سورية

وقال فيلسوف: لا يزال الإخوان مسافرين في المودة حتى يبلغوا الثقة، فتطمئن الدار، ويقبل وفود التناصح، وتؤمن خبايا الضمائر، وتلقى ملابس التخلق، وتحل عقد التحفظ. وقال فيلسوف: إخوان السوء ينصرفون عند النكبة، ويقبلون مع النعمة، ومن شأنهم التوسل بالإخلاص والمحبة إلى أن يظفروا بالأنس والأمن والثقة؛ ثم يوكلون الأعين بالأفعال، والأسماع بالأقوال، فإن رأوا خيرًا ونالوه لم يذكروه ولم يشكروه، وإن رأوا شرًا أظنوه أذاعوه ونشروه، فإن أدمت مواصلتهم فهو الداء المعضل المخوف على المقاتل، وإن استرحت إلى مصارمتهم ادعوا الخبرة بك لطول العشرة لك، فكان كذب حديثهم مصدقًا، وباطلهم محققًا. شاعر: إني لآمل أن ترتد ألفتنا ... بعد النذائر والبغضاء والإحن قال أفلاطون: صديق كل امرىء عقله، وعدوه جهله. قال سقراط: لا تكون كاملًا حتى يأمنك عدوك، فكيف بك إذا كنت لا يأمنك صديقك. وقال أفلاطون: عمر الدنيا أقصر من أن تطاع فيها الأحقاد. قال الشاعر: والعمر أقصر مدة ... من أن يمحق بالعتاب

1 / 184