Saad Zaghloul, le leader de la révolution
سعد زغلول زعيم الثورة
Genres
واعتقادنا أن النهضة لم توفق هذا التوفيق إلا لأنها امتازت على تقدمها من النهضات بمزيتين ظاهرتين: أولاهما أنها كانت نهضة أمة كاملة وجدت زعيمها، ولم يكن زعيم رهط محدود أو طبقة خاصة، والثانية أنها طلبت الاستقلال حيثما وجدت إليه سبيلا، ولم تقيده بوسيلة من الوسائل أو نظرية من النظريات.
وقد تغيرت ظروف العلم، وفعلت سنة التطور فعلها في تقدم الأمة المصرية، ومع هذا نرجع إلى المشروعات التي كانت مقترحة قبل نيف وثلاثين سنة، فنرى أنها سبقت الزمن بشوط بعيد، فلو نفذ مشروع منها لحقق لنا أمنية الجلاء وإلغاء الامتيازات قبل سنة 1936، وهي سنة المعاهدة التي أبقت على بعض القيود ولم تحطم جميع تلك القيود. ولا ينتهي العجب من غيرة الزعيم الشيخ سعد زغلول حين يعلم المطلع على هذه الصفحات أنه لم يقبل مشروعا ناقصا إلا وهو على مضض وبعد الرجوع إلى مبدأ الاستفتاء والإجماع، حرصا منه على وحدة الوفد ووحدة الأمة من ورائه جهد المستطاع.
هذه الوقائع التي تحملها هذه الصفحات خليقة أن تعزز الثقة بما بلغناه، والأمل فيما سنبلغه بالمثابرة والاستقامة إلى الغاية، وقد اخترناها من كتاب «سعد زغلول» وافية على حدة بتجلية الحوادث التي اشتملت عليها، وتوخينا في اختيارها أن تنتظم صلة الحاضر بالماضي، وأن تستقيم بها الطريق على هدى التاريخ الصحيح.
عباس محمود العقاد
الفصل الأول
سعد في سطور
في أول يونيو سنة 1860 ولد سعد زغلول في قرية «إبيانة»، وكان أبوه الشيخ إبراهيم زغلول عميد القرية، وأمه بنت الشيخ عبده بركات من أسرة عريقة.
ورث سعد من أبويه بنية الفلاح وصلابة الخلق وصدق العزيمة، ولما مات أبوه وهو في سن السادسة عني بتربيته أخوه الأكبر.
ألحق سعد بمكتب القرية حتى بلغ الحادية عشرة من عمره، ثم أرسل إلى الأزهر حيث ثابر على حضور الدروس بين يدي المجددين من أساتذته، وكان يتردد على مجلس جمال الدين في داره.
حينما استعانت الحكومة بالشيخ محمد عبده في تحرير «الوقائع المصرية» سعى في تعيين سعد لتحرير القسم الأدبي، فمكث محررا بها حتى نشبت الثورة العرابية.
Page inconnue