Le bonheur et la prospérité dans la vie humaine
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Année de publication
1957 / 1958
Genres
الأديب قد يقال على المتأدب وقد يقال على المؤدب والمتأدب البالغ في الأدب هو الذي يستحق أن يؤدب وقد مر القول فيه وأقول المتأدب قد يقال على من ابتدئ في تعلم الأدب وقد يقال على على المتخرج فيه وقال فرفوريوس كل أديب في شيء فإنه يكون قاضيا في ذلك الشيء والأديب الكل هو القاضي في كل شيء قال ومن عادة هؤلاء القوم أن يسموا الأدب في الشيء من كان عنده من علم ذلك الشيء ما يمكنه الحكم فيه على ما بعده وقال غيره الأديب في الشيء من كان عنده العلم بمبادئ ذلك الشء وكان مع ذلك منطقيا وأقول الأدبي هو الحكيم بالحكمة الإنسية البالغ في الحكمة
في الغرض من الأدب
قال أفلاطن الغرض من الأدب هو أن يصير الإنسان خيرا والخير هو الذي ملك نفسه والمالك لنفسه هو الذي يمكنه أن يضبط نفسه عن اللذات وعلى الأحزان وعند الغم وعند الفرح وعند سائر العوارض والخواطر فلا يطلق لها الحركة في شيء ولا السكون عن شيء إلا ما أطلقه الفكر بالعقل فإن أكثر الأفات إنما تجيء من العمل بالخاطر الذي لم يصححه الفكر قال وأقول الأدب يكسب صاحبه الغلبة قال وأما الغلبة فإنها تولد سوء الأدب وهو العجب والعجب يولد الخرق قال أبو الحسن قوله يكسب صاحبه الغلبة يريد أنه يكسب صاحبه أن يغلب ذاته وقوله وأما الغلبة فإنه يريد وأما غلبة ذاته فإنه تولد العجب على نحو ما قاله
الأدب الذي يربى به الصبيان وهم لا يعقلون هو الأدب الذي ينبغي أن يؤخذوا به وهم يعقلون أمر غيره
قال أفلاطن وأقول الأدب الذي يربى به الصبيان وهم لا يعقلون هو الأدب الذي ينبغي أن يؤخذوا به وهم يعقلون قال وهو الذي ينبغي للكهل أن يستعمله وللشيخ أن يعقله لا فرق فيه إلا في وجه من العمل وذلك أن وجه العمل في تأديب من لا يعقل خلافه مع من يعقل
في أن الأديب هو الحر ومن ليس بأديب فإنه عبد
قال الحر هو الذي يستمر بدنه على العادات الجميلة والأخلاق الفاضلة وأما الذي لم يستمر بدنه على ذلك فإنه يكون في عذاب وقلق وذلك إن فعل ما تدعوه إليه شهوته ببعض يلذ به وندم كيف لم يطع النطق والسنة وإن فعل ما تأمر به السنة أقلقته الشهوات فجزع فلا العقل يهينه الشهوات ولا الشهوات تهينه العقل وذلك أن نفسه في بعض الأشياء أمة وفي بعضها حرة وإنما السعادة في أن تصير النفس بكمالها حرة قال ولذلك نقول بأن الأمر كله إنما هو في اعتياد العادات الحسنة قال وأقول إن الذي لم يقتن الأدب [؟] بين كل قليل ويصرع على غير ترتيب فإن أمسك نفسه [فيحفظا؟] فإنه لا يصبر [ويظفر؟] من الرأس
في عدم الأدب
قال أفلاطن عدم الأدب هو عدم النطق فإن المتأدب هو الناطق قال وعدم النطق يكون على وجوه أحدها الجنون الثاني الجهل والثالث هو إهمال العلم قال والجنون هو فساد القوة الناطقة بالبنية أو بالآفة والجهل هو إهمال القوة الناطقة وترك إخراجها إلى الفعل وإهمال العلم وهو ترك العمل به من بعد الوقوف عليه قال وهذا شر الثلاثة والمجنون أصلحها حالا وقال الإنسان بالنطق فمن ليس بناطق فإنه ليس بإنسان إلا من جهة المجاز للصورة الظاهرة وقال أرسطوطيلس من لا عقل له أفضل من الذي له علم وهو لا يعمله وأقول الجاهل بهيمة بالحقيقة وشر من البهيمة وذلك من قبل أن أكثر البهائم نافعة للناس وغير ضارة والضارة منها متشردة ومنتبذة فأما الجاهل فإنه كبير الجناية على نفسه وعلى غيره ويتعذر الإحتراز من شره لإلتباس أمره ولمخالطته الناس وتوسطه فيما بينهم ولأنه بمقدار ما معه من قوة النطق تنبه لوجوه ابتغاء الشر وللحيل في مضار الناس من حيث يخفي أمره لأنه يهتدي للتدليس والتمويه وللإخفاء والتلبيس فلذلك قلنا بأنه شر من البهائم ومن المجانين ولا سيما إذا كان سبعي الطبع أو خبيث الهمة وأما العالم المستعصي على العلم فإنه شر من المجنون ومن الجاهل لأن الخسارة بفساد القوة الناطقة وبترك أحيائها على من كانت قوته النطقية سليمة إنما هو من قبل ما يستفاد بالعلم من اجتلاب المنافع ودفع المضار وقد فات المستعصي على العلم ذلك وبعد فإن الجاهل قديرجى حسن حاله في نفسه وحسن الحال به في ثان وذلك بأن يرغب في العلم فيأخذه و يعمل به فإذا علم ولم يعمل فقد ذهب الرجاء منه ووقع الناس من خيره ومن استصلاحه بالعلم ثم كانت جنايته على نفسه وعلى غيره بإيقاعه إياها فيما يضرها عن علم منه بالمضرة وإخساره إياها ترك اقتناء ما ينفعها عن علم منه بالمنفعة ومع القدرة أعظم في الهجنة والسماحة وإنما صار المجنون أحسن حالا من الثلاثة لأنه أوسعهم عذرا وأقلهم جناية إنما أوسعهم عذرا فإنه قل ما يكون سببا لحياته وإما أقلهم جناية فمن قبل تسهل كف عاديته بالإستيثاق منه لزوال الشبهة عن أمره ولسقوط الحشمة فيه وقال أفلاطن من ليس بأديب فإنه كالحالم في اليقظة
في أصناف التربية على الأدب والتأديب
Page inconnue