Le bonheur et la prospérité dans la vie humaine
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Année de publication
1957 / 1958
Genres
فإنا قد بينا أنه المبدأ لتحصيل حسن الحال وهو غرض من وجه آخر وذلك من قبل أن التصرف لما كان بالأبدان وكانت الأبدان إنما تحصل باجتماع ماء الزوجين في الرحم وكان ذلك إنما تحصل بالنكاح كان النصرف غرضا فصار النكاح مبدءا ولذلك جعل النبيون ابتداء أورهم من الرغبة فيه وخصوصا من بينهم نبينا صلى الله عليه
قانون
وأقول إنه ليس يكفي السائس أن يصرف عنايته إلى التصرف لكن الواجب أن يصرف عنايته إلى حسن التصريف وذلك أنه إنما يحصل بالتصرف إقامة الحال وبحسن التصرف إقامة حسن الحال ويجب هلى هذا أن يجعل عنايته في اكتساب الأبدان الفاضلة لا في اكتساب كل الأبدان والسبيل في ذلك أن يجعلها من ذوي الأبدان السليمة من العاهات وأن يجعل ذلك منهم في عنفوان شبيبتهم ثم إنه يجب عليه من بعد ذلك أن يصرف عنايته إلى تربية الأبدان والسبيل فيه أن يسن لأهل المدينة الطريقة المؤدية إلى استكمال النماء وإلى تقوية القوة والشدة ويذيع ذلك فيهم ثم يحملهم على العمل بها ثم الواجب من بعد ذلك أن يصرف عنايته إلى تخريج النفوس وإنعاشها بالصنائع والآداب والفهوم ثم يقبل على التصريف والتكليف ويخرج منه إلى التسديد والتهذديب
قانون
قال أفلاطن الواجب على السائس أن يجعل غرضه حفظ الإستقامة على أهل الإستقامة ورد المائل عنها إليها بلطف العلاج والسياسة إلى وجهه قال أفلاطن التنقية مقدمة المعالجة قال والتنقية تنقيتان تنقية أبدان تنقية نفوس والشر شران غريب وأهلي الأهلي هو الذي ينبعث من داخل والغريب هو الوارد من خارج قال وإن الأدب يزيد الشرير شرا والغذاء يزيد فاسد المزاج فسادا وإن الشر المتمكن من الشيء يستولى على ما يجاوره فيحيله عن حالته ويجره إلى طبيعته ولهذا المعنى جعلت الأكرة ابتداء أمرهم في المزارعة من تنقية الأرضين وجعل الأطباء علاجهم إزالة السبب الذي هيج الداء
قانون
ويجب أن يحمل أهل المدينة على الألفة وأن يمنعهم من الشتات والفرقة والسبيل إلى الألفة حسن المعاملة وحسن العشرة وترك الحسد والمنافسة وترك الخلاف والمنازعة
قانون كبير
إنه لما كان الوصول إلى الغرض الأقصى بأسباب مختلفة وجب أن يعلم أن تيك الأسباب هي أغراض لما يوصل إليها به ويجب أن يعلم أن الطريق إليها مختلفة لما كانت هي في أنفسها مختلفة ويجب أن يحصلها كلها حتى لا يشذ عنه شيء وأن يجعلها نصب عينه لينصرف بسياسته فيها ويصرف الغير عليها وأقول وقد يجب بسبب هذا أن يتبين أقسام السياسات وأنواعها فإنه يتبين بذلك تنوع أغراضها وسنقول في أقسام السياسة وأنواعها من بعد هذا إن شاء الله تعالى
بقية القول في كيفية السياسة وفيه إبانة المعنى الذي جعل الله الملوك له من كلام الفرس
Page inconnue