Le bonheur et la prospérité dans la vie humaine
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Année de publication
1957 / 1958
Genres
في الذي يجال له الرأي
قال أرسطوطيلس قال بعضهم إن الذي يجال له الرأي هو الخير قال ويلزم من قال بهذا أن يكون كل من يجيل الرأي مريدا للخير ومصادفا للخير قال وبعض يقول الذي يجال له الرأي ليس بخير بل الذي يرى أنه خير ويلزم من قال بهذا أن لا يكون مجالا له الرأي بالطبع
يقية القول في الإختيار
قال أنوشروان الإختيار مقصود إليه في كل شيء والذي فضلنا به نحن جودة الإختيار وإيثار المختار
في الإجماع
الإجماع قد يكون إجماعا على التثبيت وقد يكون إجماعا على الفعل والإجماع على الفعل قد يكون باختيار وقد لا يكون باختيار وإنما يكون باختيار متى كان من بعد النظر فيه والروية ومن بعد إيجاب النظر لفعله فليس الإجماع إذا باختيار ولكن الإختيار هو شوق بتمييز إلى فعل شيء من أجل شيء آخر وأما الإجماع فإنما تقربوا النية على فعله قال ونحن نقول الذي يجال له الرأي على الإطلاق بالحقيقة هو الخير الذي يراه كل أحد لكن الفاضل يرى الخير الذي هو بالحقيقة خير وأما الشرير فيرى ما أدرك كالأراء التي تكون في الأجسام فإن الصحيح يرى الأشياء على ما ينبغي وأما المريض فيرى المرة والحلوة والحادة والثقيلة على غير ما ينبغي فالفاضل له فضل كثير لأنه يرى الحق في كل واحد وهو كالمقياس والقدر ويشبه أن يكون الطغيان في أكثر الناس لحال اللذة والأذى لأنهم يختارون اللذيذكأنها خير ويهربون من الموذية ومن المحربة كأنها شر قال وللحس اللذيذ والموذي وللقوة الناطقة العملية الخير والشر والضار وهو شر أيضا والنافع وهو خير وللقوة الناطقة النظرية الحق والباطل
في الإختيار
الإختيار قسمان أحدهما يكون أحد قسمي إجالة الرأي والقسم الآخر يكون أحد قسمي الإجماع وأما القسم الأول فهو أن يروى وينظر في الآثر والأفضل وأن كيف وبأي حال وبأي وقت وهذا هو أحد قسمي إجالة الرأي والآخر أن يؤثر ما يظهر بإجالة الرأي وهذا هو أحد قسمي الإجماع قال وإن الإحساس أو التخيل أو الروية ليست بكافية في أن تفعل من دون أن تقترن ذلك النزاع فإنه ما لم يتشوق إلى ما رأى أو أحس أو تخيل لا يتحرك للعمل
إجالة الرأي
قال الرأي إنما يجال في الأشياء التي ليست ببينة فإذا استبانت وظهرت كان حينئذ الإختيار وأقول هذا الإختيار إنما هو اختيار من جهة الإجماع عليه وأقول الإجماع يكون في الأشياء العملية العزيمة على فعلها وفي الأشياء النظرية العقد على إثباتها أو نفيها قال وإن الرأي ليس يجال فيما يكون بالضرورة أو بالطبع ولكن فيما إلينا فعله ولا يمكن أن يكون أبدا على حالة واحدة وأقول هذا الذي قاله إنما هو في الأشياء العملية وأما الأشياء النظرية فقد يجال الرأي فيها فيما يكون يالضرورة وبالطبع ليعلك ثبوتها ووجوبها فيعتقد ذلك أو بطلانها وزوالها فيعتقد نفيها قال وليس يجال الرأي في التمام كالصحة والثروة والغلبة ولكن يوضع التمام ثم يروى كيف يكون وبأي شيء يكون قال أبو الحسن يفهم من التمام معنيان أحدهما تمام فعله في الوقت والآخر التمام المتفق على اختياره من الكل وإنما يريد بأنه لا يجال الرأي في التمام التمامات التي لا يشك في فضلها وفي وجوب إيثارها قال فإن استبان أن الرأي يكون بأشياء دخل حينئذ الإختيار من بعد وأن يعلم بأنها يكون أهون وأجود قال وأقول المختار هو الذي حصله الرأي بالإثبات الحكم والقضاء قال وإنما يقع التحصيل بإجالة الرأي قال ونقول إنه ليس يجال الرأي في الأمور الجزوية لكن في الكلية وقال في ريطوريقى الرأي قضية ليست في الأمور المفردة لكن في الكلية وليس في كل كلية لكن فيما إلينا فعله وأقول الجزوية يفهم فيه معنيان أحدهما المفردة كما قال في ريطوريقى وهذه فإنما تكون إلى الحس لا إلى الرأي والآخر أن تكون نوعية لا جنسية مثال الجنسي اللحوم الخفيفة جيدة الإنهضام ومثال النوعي والفراريج خفيفة ومثال الفردي وهو الشخصي فهذا الفروج وقال في موضع آخر وإنه ليس يجال الرأي في الأشياء الجزءية مثل هل هذا خير هل هذا يصلح هل هذا على ما ينبغي فإن هذه إنما تدرك بالحس ولو فعل ذلك أيضا مر إلى غير نهاية
Page inconnue