لا يعكس وجه الفتاة لمحة تدل على أنها تعرفت عليها. لم تتعرف على جويس من سنوات روف ريفر الماضية أو من أسبوعين في الحفلة. لا تستطيع حتى أن تتأكد من أنها تعرفت على عنوان قصتها. يمكن أن تفكر أنه لا علاقة لها بها، كما لو أنها شيء ما تخلصت منه وتركته على الحشيش.
تجلس كريستي أودل هناك وتكتب اسمها كما لو أنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن تكون مسئولة عنه في هذا العالم.
تقول البائعة - وهي لا تزال تنظر إلى العلبة التي زينتها الفتاة في محل الشوكولاتة بشريط أصفر مجعد: «من دواعي سروري أن تحدثت إليك.»
رفعت كريستي أودل عينيها لتحيي الشخص التالي في الصف، وأخيرا أدركت جويس أن عليها أن تتحرك، قبل أن تصبح هدف تسلية عامة مع علبتها، ويعلم الله، ربما هدفا للشرطة. •••
تشعر بالإنهاك بينما تمشي في شارع لونسدال، وتصعد التلة، لكنها تستعيد جأشها تدريجيا. قد تصبح قصة مضحكة يمكن أن تحكيها في يوم ما. لن يدهشها هذا.
حافة وينلوك
كان لأمي ابن عمة أعزب، اعتاد أن يزورنا في المزرعة مرة كل صيف. كان يحضر والدته معه، العمة نيل بوتس. كان اسمه إيرني بوتس. كان رجلا طويلا متأنقا ذا تعبير طيب، ووجه مربع كبير وشعر مجعد فاتح ينبت مباشرة من جبينه. كانت يداه وأظافرهما نظيفة نظافة الصابون، وردفاه مليئتين قليلا. كان الاسم الذي أطلقته عليه - حين لا يكون موجودا - إرنست ذا المؤخرة السمينة. كان لساني قذرا.
لكني كنت أعتقد أني لا أقصد أذى. لا أذى تقريبا. بعد أن ماتت العمة نيل بوتس، كف عن المجيء، لكنه كان يرسل بطاقات معايدة في أعياد الميلاد.
حين التحقت بالكلية في لندن - أي في لندن، أونتاريو - حيث كان يسكن، كرس عادة أن يدعوني على العشاء مساء الأحد كل أسبوعين. اعتقدت أنه يفعل هذا لأننا أقرباء؛ فما كان ليضطر للتفكير فيما إذا كنا مناسبين لقضاء الوقت معا أم لا. كان يأخذني دائما إلى المكان نفسه، مطعم اسمه أولد تشيلسيا، في الدور العلوي ويطل على شارع دونداس. كان ذا ستائر مخملية، ومفارش بيضاء، ومصابيح صغيرة مظللة بظل وردي على الموائد. يكلفه على الأرجح أكثر من قدرته، لكني لم أفكر في هذا، بما أني كنت أحمل تصور الفتاة الريفية بأن كل الرجال الذين يعيشون في المدن ويرتدون بذلة كاملة كل يوم، ويستعرضون أظافر نظيفة مثل أظافره، بلغوا مستوى من اليسر أصبح معه أمرا عاديا بالنسبة لهم أن يستمتعوا بهذا النوع من الترف.
كنت أختار أعجب الأطباق على قائمة الطعام، مثل دجاج «فول أو فنت» أو بط بالبرتقال، بينما كان يأكل دائما اللحم البقري المشوي. كانت تأتي التحلية إلى المائدة على عربة عشاء. كان هناك غالبا، كعكة جوز الهند؛ فطائر الكاسترد محلاة بالفراولة في غير موسمها؛ معجنات مغموسة في الشوكولاتة مليئة بالكريمة المخفوقة. كنت أستغرق وقتا طويلا لأقرر، مثل طفل ذي خمس سنوات أمام نكهات الآيس كريم، ثم كان علي أن أصوم يوم الإثنين لكي أعوض هذه التخمة.
Page inconnue