44

Bonheur excessif

سعادة مفرطة

Genres

يجب أن تواصل. ودت أن تسكب مزيدا من البراندي، لكن لديها تدريب في التاسعة صباحا. •••

لا شيء من هذا. ارتكبت خطأ آخر. أغفلت القصة الغابة وزنابق الشوكولاتة، ومرت مرورا عابرا على الحفلة الموسيقية. انتهت الدراسة توا. وفي صباح الأحد بعد الأسبوع الأخير، استيقظت الطفلة مبكرا. تسمع صوت المعلمة في الفناء، وتذهب إلى نافذتها. هناك المعلمة في سيارتها بنافذتها المفتوحة تتحدث إلى جون. مقطورة صغيرة تلتحق بالسيارة. جون حافي القدمين، عاري الصدر، لا يرتدي إلا بنطلون جينز. ينادي على أم الطفلة فتأتي إلى باب المطبخ وتمشي بضع خطوات في الفناء لكنها لا تصل إلى السيارة. ترتدي قميصا من قمصان جون، تستخدمه ثوبا للنوم. ترتدي دائما أكماما طويلة لكي تخفي وشومها.

يدور الحديث عن شيء في الشقة يعد جون بأخذه. ترمي المعلمة المفاتيح له. ثم يحثها هو وأم الطفلة أن تأخذ أشياء أخرى. لكن المعلمة تضحك ضحكة مقيتة وتقول: «كله لكما.» يقول جون بسرعة: «حسنا، إلى اللقاء.» وتردد المعلمة: «إلى اللقاء.» ولا تقول أم الطفلة أي شيء يمكن سماعه. تضحك المعلمة بالأسلوب ذاته الذي ضحكت به من قبل، ويوجهها جون لتدير السيارة والمقطورة في الفناء. في تلك الأثناء، تنزل الطفلة ركضا في بيجامتها، على الرغم من أنها تعرف أن المعلمة ليست في مزاج يسمح بالكلام معها.

تقول أم الطفلة: «لقد رحلت للتو، كان يجب أن تلحق المعدية.»

ينطلق نفير السيارة؛ فيرفع جون يدا واحدة. ثم يعبر الفناء ويقول لأم الطفلة: «انتهى الأمر.»

تسأل الطفلة ما إذا كانت المعلمة ستعود فيجيبها قائلا: «هذا مستبعد.»

ما يشغل نصف صفحة أخرى هو فهم الطفلة المتزايد لما كان يحدث. فأثناء تقدمها في السن، تتذكر أسئلة محددة، التقصي الذي بدا عفويا. المعلومات - التي لا قيمة لها في الحقيقة - عن جون (الذي لا تسميه جون) وأمها. متى يستيقظان في الصباح؟ ما الطعام الذي يحبان تناوله وهل يطبخان معا؟ إلى ماذا يستمعان في الراديو؟ (لا شيء؛ لقد اشتريا تليفزيون.)

ما الذي كانت تسعى إليه المعلمة؟ هل كانت تأمل في أن تسمع أخبارا سيئة؟ أم كانت تهفو فقط إلى أن تسمع أي شيء، إلى أن تظل على صلة بشخص ينام تحت السقف نفسه، يأكل من المائدة ذاتها، قريبا من هذين الاثنين يوميا؟

هذا ما لن تستطيع الطفلة معرفته أبدا. ما تستطيع أن تعرفه هو كيف أنها لم تكن ذات قيمة، كيف قوبل إعجابها وافتتانها بالمعلمة بالتلاعب، كم كانت طفلة صغيرة حمقاء؛ وهذا يملؤها مرارة بالتأكيد. مرارة وكبرياء. تعتقد أنها أصبحت شخصا لا يمكن خداعه مرة أخرى أبدا.

لكن يحدث شيء ما، وهنا النهاية المدهشة. تتغير ذات يوم مشاعرها نحو المعلمة وتجاه تلك الفترة الزمنية من طفولتها. لا تعرف كيف ومتى، لكنها تدرك أنها لا تفكر الآن في تلك الفترة على أنها كانت غشا. تفكر في الموسيقى التي تعلمت عزفها بمشقة (تخلت عنها طبعا قبل أن تبلغ حتى مرحلة المراهقة). فرحة آمالها، ومضات سعادتها، الأسماء الغريبة والمبهجة لزهور الغابة التي لم تتمكن من رؤيتها قط.

Page inconnue