Le chemin de la droiture pour connaître le Seigneur des serviteurs

Mohammed Ibn Hasan Ibn Qasim d. 1079 AH
38

Le chemin de la droiture pour connaître le Seigneur des serviteurs

سبيل الرشاد إلى معرفة رب العباد

فصل [في الشفاعة]

وشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي وردت بها الأحاديث لا تكون إلا للمؤمنين، لا لمن تاب مصرا على كبيرة، لصريح الآيات القرآنية بذلك، قال سبحانه: ?والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم? أي: مانع يدفع عنه العذاب ?كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون?[يونس: 27].

وقال تعالى: ?ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع?[غافر: 18]، أي: يجاب إلى الشفاعة. والكافر والفاسق ظالمان، بدليل قوله تعالى: ?والكافرون هم الظالمون?[البقرة: 254]، ?ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه?[الطلاق:1]، ?وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم?[هود: 101].

وقال تعالى ?وما للظالمين من أنصار?[البقرة: 270]، ?أفأنت تنقذ من في النار?[الزمر: 19]، ?لا تجزي نفس عن نفس شيئا?[البقرة: 48]، ثم قال تعالى: ?ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون?[البقرة: 123] ومعنى ينصرون: ناصرون. ونفس وشفاعة نكرات في سياق النفي، فتكون عامة للكافر والفاسق.

Page 41