Le garçon dans le visage de la lune: voyage d'un père pour explorer la vie de son fils handicapé

Mujahid Abu Fadl d. 1450 AH
21

Le garçon dans le visage de la lune: voyage d'un père pour explorer la vie de son fils handicapé

الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق

Genres

بعد عشر دقائق، أسمع صوت رنين، صوتا جميلا، صوت انكسار الهواء، ولكنه صوت غير عادي بحيث يجعلك تنهض لترى ما يحدث. إنه ووكر ، فعل ما لا نتصوره وصعد السلالم وفتح الباب، والآن يكسر كئوس الخمر السبع الأخيرة الموضوعة على طاولة القهوة النوجوشية بفرح وعن عمد، ولا أثر لخدش عليه، وأصبحنا نطلق على هذه الأمسية ليلة الزجاج المكسور (في إشارة إلى العمليات التي نفذها النازيون ضد مصالح وبيوت اليهود في ألمانيا والنمسا بين التاسع والعاشر من نوفمبر عام 1938).

لم تكن هذه مزحة مضحكة على وجه الخصوص، ولكنك إذا قضيت مدة طويلة مع طفل معاق، طفل من غير المفترض أن يعيش ومع ذلك فقد غير بقاؤه حياتك تغييرا جذريا - خصوصا إذا كان هذا الطفل هو طفلك - تشعر أنك بإمكانك كسر القواعد المتبعة، فالولد يعيد تنظيم العالم. إن مشكلة تعاسة شخص معين بشأن وظيفته أو عدم قدرته على إيجاد امرأة توليه ما يراه قدرا كافيا من الاهتمام؛ تتلاشى أمام مشكلة كيف نمنع ووكر من تحطيم رأسه. تقل أهمية رأي الآخرين أكثر فأكثر كلما سرت أكثر في الشارع ومعك ولد يلفت منظره الأخرق الانتباه، يحملق ويبتسم بالطريقة نفسها؛ وهكذا تتحدد حياة المرء فجأة بالضروريات الأخرى.

على سبيل المثال أستخدم كلمة «متأخر» بالرغم من أنها لا تستخدم أبدا لوصف الشخص المعاق؛ فهي لا تعد وصفا كافيا عند إطلاقها على إنسان، ولكنها تثير المشاعر إذا وصفت بها تصميما لا حياة فيه، وخاصة جانبا مستعصيا من جوانب السلوك البيروقراطي. أحيانا أستخدمها في حفلة ما وأستشعر من الشخص الذي أتحدث إليه بأنه يرتد إلى الخلف، بالرغم من صعوبة إدراك هذا، لمجرد الظهور المفاجئ لما يفترض أنها كلمة لا تصلح للاستخدام في هذا السياق، أراه يلاحظ الاستخدام ولكنه يقرر ألا يرد؛ لأنه يعلم أن لي ابنا معاقا: عليه أن يعتقد أنه إذا استخدمها شخص ما، فإنه يستطيع هو أن يستخدمها أيضا. إنها تحتاج لأن تكون لها استخدامات جديدة.

كان يحب النساء، وكلما كانت المرأة أجمل، كان أفضل. وحتى وهو طفل صغير كان يرفع يديه ليحمل - لم يتمكن من الجلوس بمفرده حتى بلغ عاما تقريبا - أو فيما بعد، كان يلقي بنفسه في حجر المرأة وفي الحال يحملق في حافة الثوب عند العنق، ثم كان يتحسس جسمها. ظننت أن هذا أمر عرضي، ولكن صديقات جوانا لاحظن أن هذا كان عن قصد. كان يحب كل ما يلمع، ويقربه بأصابعه إلى عينيه القلقتين. وأطلق عليه أصدقاؤنا «الصائغ».

أتحدث هنا عن أصدقائنا المقربين، أما الآخرون - وعلى الأقل في السنوات القليلة الأولى - فلم أذكر لهم الصعوبات التي يعاني منها ووكر على الإطلاق. لم أكن أخجل منه، ولكن لم أرد الإشفاق ولم أرد له أن يشعر أنه في حاجة إليه أيضا.

ظل في عقلي، ليس فقط كشيء سلبي، أو كمصدر للقلق، ولكن كطلسم عقلي. وبالطبع ينطبق هذا على ابنتي، ولكني كنت دائما ألحق بهايلي، في حين أن ووكر كان يتحرك ببطء ويمكن ملاحظته من وقفته، وتظهر هالته؛ حقيقة وجوده، في كل مكان بصورة غير متوقعة: في كلمات أغنية لنيل يونج في صالة الألعاب الرياضية: «البعض مكتوب لهم السعادة/والبعض مكتوب لهم المجد/والبعض مكتوب عليهم الوحدة/من يمكنه أن يخبرك بما هو مكتوب لك؟» وبين ثنايا مقال لنورمان ميلر كنت أقرؤه أثناء واحدة من نوبات الأرق التي تصيبني، وكان يظهر في حوارات الآخرين. في إحدى المرات في حفلة كوكتيل - في الصيف الذي بلغ فيه ووكر ثلاث سنوات - سمعت رجلا أعرفه معرفة جيدة يحاول منذ وقت طويل أن يشرح لصديق آخر كيف يتواصل الناس مع ابني. وقال: «من الصعب وصف ذلك - وكان يحمل مشروبا في يده - والده لديه لغة الغمغمة الخاصة به، ويبدو أن هذا يفي بالغرض كأي لغة أخرى.» لا أدري إن كان يستحسن ذلك أم لا، ولكنها كانت المرة الأولى التي أسمع فيها أن ما أقوم به مع ووكر يمكن وصفه كلغة.

غالبا ما كنت أتساءل إذا ما كان التقدم الذي يحرزه ووكر نتاج خيالنا، وأن الروابط التي نرى أنه يقوم بها هي محض اختراعنا. هل كان يقول فعلا: «هيه هيه» حين تكون هايلي قريبة منه، أم كان يتنفس فقط؟ وحين أودعه عند الخروج وأنحني لأقبله، هل كان يقول فعلا: «باي»، أم كان يتنفس فقط؟ وسمعتها جوانا كذلك؛ إذ قالت: «قال فعلا باي!» ثم قالت: «سأبكي!» مما يدل مرة أخرى على الإفراط الشعوري اللحظي الذي كان يميز حياتنا. كان يجعل الناس يشعرون بالأشياء، ولكن هل كان يشعر هو بأي شيء؟ هل فعلا يوجد تكوين الولد الطبيعي الذي كنت أراه تحت مظهره المتبلد، تحت بركة عقله الراكدة تماما؟ أم هذا هو ما أتمناه وحسب؟ تولدت لدي قناعة كبيرة بأن محاولتنا لتصور كائن كامل من أجزاء جسمه غير مكتملة النمو هو عمل من أعمال الإيمان المفرط، والذي لا يختلف عن أي عمل من أعمال شخص متطرف في حماسه؛ لا يختلف مثلا عن أم الداعية الذي يقدم برامج تليفزيونية في هيوستن والتي قابلتها في إحدى المرات، والتي أخبرتني بعبارات مؤكدة أن الجنة حق، وأنها ستذهب إليها، وأن الرب قد زين لها مكانها فيها، كما فعل لكل عباده المؤمنين، وذلك وفق رغباتها الشخصية. قالت ذلك وكأن الأمر واقع، وكأنها تصف جنتها المفضلة: «ستكون جنتي مليئة بالماء؛ لأني أحب الماء.» توقع ساذج، ولكنها كيف تختلف عن جوانا وعني؟ من لا يريد أن يؤمن بوجود الجنة؟ ولكن هذا لا يعني أنها موجودة.

غير أن هذه الأسئلة المستمرة، المتعلقة بووكر - هل يقصد ما يفعل أم لا؟ - كانت أيضا نموذجا، إطارا نصور به العالم البشري، طريقة للعيش.

في الصيف الذي بلغ فيه ووكر اثنتي عشرة سنة، قمنا بإجازتنا الطويلة الأولى دونه. كان ذلك نفس الصيف الذي تعلم فيه أن يرد بنجاح في معظم المرات على طلب ضرب الكف بالكف عاليا. وبينما كان ووكر في مدينة تورونتو في معسكر لذوي الإعاقات العقلية، ذهبت أنا وجوانا وهايلي لقضاء أسبوع في منزل أخي تيم في بلدة روكبورت، في منطقة كيب آن، شمال بوسطن. كنا نقضي أنا وتيم فصول الصيف في البلدة عندما كنا صبيين، مع والدينا وأخواتنا، وتعلمنا هناك السباحة والإبحار وأن نأكل الكركند بطريقة صحيحة، وأن نشعر بالسعادة لوجودنا بجوار البحر. أصبحنا مستقلين في حياتنا هناك، وكذلك صديقين .

كان المنزل يطل على المحيط، وهو عبارة عن مبنى مربع رائع يطل على المحيط الأطلنطي عند جزيرة تاتشر، وهي منطقة ضحلة خطيرة جدا لدرجة أنها تحوي ليس فقط منارة واحدة لكن منارتين. هذا المنزل أحد الأماكن المفضلة لدي والذي يذكرني دائما بووكر: كان معنا في أول فصل صيف نقضيه في هذا المنزل، قبل أن يتملكه تيم، أول فصل صيف نستأجره أنا وهو معا. ولد ووكر في شهر يونيو، قبل موعد ولادته الطبيعي بخمسة أسابيع، ولكننا سافرنا بالسيارة إلى بوسطن في شهر أغسطس على أي حال، وكان عمر ووكر حوالي ستة أسابيع - وذلك قبل أن نعرف أن هناك مشكلة به - حين كان يبدو لنا فقط أنه طفل صعب في إطعامه، وكنا نرى حينئذ أن بإمكاننا التعامل مع أي شيء بصورة عادية. ولمدة أسبوعين كانت زوجتي تجلس على كرسي في مطبخ المنزل المستأجر بجوار البحر، تحاول أن تدخل بعض السوائل في فم ابننا الصغير الغريب، بينما تحملق في المنارتين المتطابقتين في الشكل.

Page inconnue