كتاب الجهاد أوسبعون حديثًا في الجهاد
الفصل الأول
الجهاد وتأكيد وجوبه
عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿لغدوة
في سبيل الله، أو روحة خير من الدنيا وما فيها..﴾ .
ولها من حديث سهل بن سعد نحوه.
ولمسلم والنسائي من حديث أبي أيوب مثله، لكن قال: ﴿.. خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت﴾ .
1 / 22
في سبيل الله
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهادًا في سبيلي، وإيمانًا بي، وتصديقًا برسلي فهو على ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلًا ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده: ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامد كهيئته حين كلم لونه لون الدم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدًا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل﴾ .
الشهيد من يكون؟!
عن أبي مالك الأشعري ﵁ أن رسول الله ﷺ: ﴿من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو
1 / 23
بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فراشه أو بأي حتف شاء الله، فإنه شهيد، وإن له الجنة﴾ .
من أجل رضاء الله
عن ابن عمر ﵄ عن النبي ﷺ فيما يحكيه عن ربه قال: ﴿أيما عبد من عبادي خرج مجاهدًا في سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه، إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته﴾ .
هيا نغبر الأقدام في طريق الله
عن عبد الرحمن بن جبر، ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار﴾ .
أو: ﴿من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار﴾ .
وحرمت عليه النار
وعن عائشة ﵂ قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ﴿ما خالط قلب امرئ رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار﴾ .
1 / 24
أي الناس أفضل
وعن أبي سعيد الخدري ﵁، قال: أتى رجل إلى النبي ﷺ فقال: أي الناس أفضل؟ قال: ﴿مؤمن يجاهد بنفسه وبماله في سبيل الله تعالى﴾، قال: ثم من؟ قال: ﴿ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله، ويدع الناس من شره﴾ .
وفي رواية ... أي المؤمنين أكلم غيمانًا؟ قال: ﴿الذي يجاهد بنفسه..﴾ الحديث نحوه، وقال في آخره: ﴿وقد كفى الناس شره﴾ .
الذي يعدل الجهاد والمجاهد
عن أبي هريرة ﵁ قال: قيل: يا رسول الله، ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: ﴿لا تستطيعونه﴾ فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثًا، كل ذلك يقول: ﴿لا تستطيعونه﴾، ثم قال: ﴿مثل المجاهد في سبيل الله كمثل
1 / 25
الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله﴾ .
مائة درجة للمجاهد في الجنة
عن أبي هريرة ﵁: أن رسول الله ﷺ قال: ﴿إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض﴾ .
الله ربنا والإسلام ديننا ومحمد رسولنا
عن أبي سعيد ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: ﴿من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ رسولًا، وجبت له الجنة﴾ .
فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها يا رسول الله؟ فأعادها عليه ثم قال: ﴿وأخرى يرفع الله بها للعبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض﴾ . قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: ﴿الجهاد في سبيل الله﴾ .
وحرم على وجهه النار
روى عن عمرو بن عبسة عن النبي ﷺ قال: ﴿من قاتل في
1 / 26
سبيل الله فواق ناقة حرم الله على وجهه النار﴾ .
أبواب الجنة تحت ظلال السيوف
عن أبي بكر موسى الأشعري قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله ﷺ: ﴿إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف﴾، فقام رجل رث الهيئة، فقال: يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله ﷺ يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام. ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل.
ساعتان
عن سهل بن سعد ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ:
1 / 27
﴿ساعات تفتح فيهما أبواب السماء، وقلما ترد على داع دعوته: عند حضور النداء للصلاة، والصف في سبيل الله﴾ .
وفي رواية: ﴿ثنتان لا تردان، أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا﴾ .
وفي رواية ثالثة: ﴿ساعتان لا ترد على داع دعوته: حين تقام الصلاة، وفي الصف في سبيل الله﴾ .
1 / 28
الفصل الثاني
إخلاص النية في الجهاد
عن أبي هريرة ﵁ أن رجلًا قال: يا رسول الله ﷺ، رجل يريد الجهاد، وهو يريد عرضًا من الدنيا؟ فقال رسول الله ﷺ: ﴿لا أجر له﴾ . فأعظم ذلك الناس؛ فقالوا للرجل: عد لرسول الله فلعلك لم تفهمه، فعاد الرجل، فأعاد كلامه، فقال: ﴿لا أجر له﴾ . حتى فعلوا ذلك ثلاث مرات.
ولتكن كلمة الله هي العليا
عن أبي موسى الأشعري: أن أعرابيًا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه؛ فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله ﷺ: ﴿من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله﴾ .
الأعمال دائمًا بالنيات
عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ﴿إنما الأعمال بالنية، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله
1 / 30
ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه﴾ .
أجر الغزوة والسرية
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿ما من غازية، أو سرية تغزو في سبيل الله يسلمون ويصيبون إلا تعجلوا ثلثي أجرهم، وما من غازية، أو سرية تخفق وتخوف، وتصاب إلا تم أجرهم﴾ .
وفي رواية: ﴿وما من غازية، أو سرية تغزو في سبيل الله، فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم﴾ .
1 / 31
الفصل الثالث
النفقة في سبيل الله
عن خزيم بن فاتك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت بسبعمائة ضعف﴾ .
الذي جهز فقد غزا
عن زيد بن خالد الجهني ﵁: أن رسول الله ﷺ قال: ﴿من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخير فقد غزا﴾ .
وفي رواية: ﴿كتب الله له مثل أجره حتى أنه لا ينقص من أجر الغازي شيء﴾ وفي رواية: ﴿فله مثل أجره..﴾ .
1 / 33
الفصل الرابع
الرباط في سبيل الله
عن سهل بن سعد الساعدي. أن رسول الله ﷺ قال: ﴿رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا، وما فيها﴾ .
رباط اليوم والليلة
عن سلمان قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ﴿رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه، وأمن من الفتان﴾ .
وفي رواية زاد بعضهم: ﴿وبعث يوم القيامة شهيدًا﴾ .
1 / 35
المرابط لا يعرف فتنة القبر
وعن فضالة بن عبيد ﵁: أن رسول الله ﷺ قال: ﴿كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله إلى يوم
1 / 36
القيامة، ويأمن من فتنة القبر﴾ .
وزاد بعضهم في رواية: ﴿والمجاهد من جاهد نفسه لله ﷿﴾ .
1 / 37
الفصل الخامس
الحراسة في سبيل الله
عن عبد الله بن عمر ﵄ أن النبي ﷺ قال: ﴿ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس في أرض خوف لعله أن يجرع إلى أهله﴾ .
ليلة أفضل من ألف ليلة
عن عثمان ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ﴿حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها، ويصام نهارها﴾ .
1 / 39
الفصل السادس
احتباس الخيل للجهاد
عن ابن عمر ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: ﴿الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة﴾ .
الخيل والخير
عن عروة بن أبي الجعد ﵁: أن النبي ﷺ قال: ﴿الخيل معقود في نواصيها الخير: الأجر والمغنم إلى يوم القيامة﴾ .
البركة في نواصي الخيل
وعن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿البركة في
1 / 41
نواصي الخيل﴾ .
اشتر فرسًا
عن عقبة بن عامر ﵁ عن النبي ﷺ قال: ﴿إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسًا أدهم أغر محجلًا مطلق المنى فإنك تغنم وتسلم﴾ .
الخيل الجيد
عن أبي وهب ﵁: أن رسول الله ﷺ قال: ﴿عليكم من الخيل بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل﴾ .
1 / 42
الفصل السابع
في فضل الشهداء
عن أنس ﵁ أن النبي ﷺ قال: ﴿ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشيهد؛ فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة﴾ .
وفي رواية: ﴿لما يرى من فضل الشهادة﴾ .
1 / 44
لا ذنب للشهيد
عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄: أن رسول الله ﷺ قال: ﴿يغفر للشهيد كل ذنب غلا الدين﴾ .
ريح الجنة
عن أنس ﵁ قال: غاب عمى أنسُ بن النضر عن قتال بدر. فقال: يا رسول الله؛ غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون فقال لهم: ﴿اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء﴾ - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: ﴿يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها دون أحد﴾ .
1 / 45
قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع.
قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل، وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببناته، فقال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه، وفي أشباهه: (مِن المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللَهَ عَلَيهِ) .
مازالت الملائكة تظله بأجنحتها
عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: جيئ بأبي إلى النبي ﷺ قد مثل به فوضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي فسمع صوته صارخة فقيل: ابنة عمرو؟ أو أخت عمرو؟ فقال: ﴿لم تبكي؟﴾ أو قال: ﴿لا تبكي، مازالت الملائكة تظله بأجنحتها﴾ .
وكلم الله أبا جابر
وعن جابر ﵁: أن النبي ﷺ قال لما جيئ بأبيه: ﴿يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟﴾ قلت: بلى. قال: ﴿ما كلم الله أحدًا إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحًا، فقال: يا عبد الله، تمن
1 / 46
على أعطك. قال: يا رب، تحييني فأقل فيك ثانية. قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله هذه الآية: (وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَهِ أَمواتًا) .
هَنيئًا يا بن جعفر
عن عبد الله بن جعفر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿هنيئًا يا عبد الله بن جعفر، أبوك يطير مع الملائكة في السماء﴾ .
1 / 47