26 يوليو
ووقفت أنتظر الأوتوبيس. كان الزحام شديدا أمام المحطة كالعادة، وفتيات الشركات المرهقات يتحاملن على أنفسهن من التعب، ويفكرن في المحنة القادمة وحظ كل منهن منها وما ينتظرهن في المنازل من واجبات متعددة. راقبت واحدة منهن كانت تجري في إعياء نحو سيارة أوشكت على الوقوف. وظهرت بقعة كبيرة من العرق على ظهر بلوزتها. وجعلت تصارع لتركب بأي طريقة، حتى استقرت أخيرا على السلم، وبرزت بلوزتها من مكانها تحت الجونلة. فوجئت
برمزي
يقترب من المحطة. سألني إن كنت عائدا إلى
مصر الجديدة . فكرت بسرعة وقلت إني ذاهب إلى
الدقي . جاءت سيارة مزدحمة تذهب إلى
مصر الجديدة ، وبدت بلوزة خضراء في زجاج واجهتها فقفز رمزي إليها. أخذت أنا سيارة
مصر الجديدة
التالية، ووقفت بجوار ساقين ممتلئتين، ومؤخرة صغيرة كثيرة الحركة. حاولت أن أقف خلفها لكن عجوزا عصبيا تصدى لي، وكنت قد رأيته من قبل عدة مرات في الأوتوبيس في هذا الموعد، ويبدو أنه تعرف علي. أخذ يتطلع إلى ساقي وإلى ظهرها وقد جعل كل همه ألا يلمسها أحد، وكان يتمتم لنفسه غاضبا. يئست أخيرا فغادرت الأوتوبيس بعد محطتين، وفكرت في أن أركب إحدى السيارات الذاهبة إلى
شبرا
Page inconnue