أعطاني
الطبيب ورقة وقال لي أن أذهب بها إلى الأخصائي في المستشفى بعد أن أضع عليها ختم الجريدة. صعدت إلى الإدارة ولم أجد الموظف الذي يحتفظ بالختم، وقالوا إنه في حجرة أخرى. ذهبت إليه فقال إن هذا ليس من اختصاصه. نزلت إلى الطبيب فأكد أنه اختصاصه، وحدثه في التليفون، ثم طلب مني أن أصعد إليه مرة أخرى. صعدت إليه فأخرج الختم وضغطه على الورقة ونزلت إلى مكتبي. قال لي
زكي
إن أخي اتصل بي ويريد مني أن أكلمه. طلبته في عمله فقال إنه سيسافر بعد ساعة إلى
المنصورة
ليقضي الليلة والغد مع زوجته، ولن يتعشى معي بالليل. غادرت الجريدة إلى المستشفى وكان الجو حارا خانقا. اخترت أوتوبيسا مزدحما، وصعدت من باب الدرجة الأولى ولم تكن بها راكبات. شققت طريقي إلى الحاجز الفاصل بين الدرجتين ووقفت عنده. كانت رائحة العرق فظيعة. تابعت المحطات التي نمر بها، وصعدت واحدة في إحداها، لكنها كانت كبيرة السن وتتحرك في إعياء. صعدت واحدة أخرى بملابس بلدية وكانت سمراء مفرودة وممتلئة، وعبرت زجاج الدرجة الأولى متجهة نحوي. أفسحت لها مكانا بجواري. كان رداؤها مشجرا تعلوه طرحة سوداء، وبدت مؤخرتها بارزة وممتلئة. حاولت أن أجعلها أمامي لكن الزحام أجبرها على أن تعطي ظهرها لظهري. ألصقت ساقي بها، ثم شعرت بساقي تستقر بين ساقيها، ولم تكن تكف عن تحريك قدميها والانحناء لتتأمل الطريق. دقق أحد الجالسين أمامي النظر ليتبين مدى اتصال جسدينا فابتعدت عنها قليلا. أدار أحدهم جهاز ترانزستور فسمعنا أن عدوانا جديدا حدث هذا الصباح على
السويس . حولت بصري إلى الراكب الفضولي فوجدته ينظر من النافذة، فدفعت المرأة بساقي وضغطت عليها. انتهزت فرصة مرور المحصل فاستدرت بحيث أصبحت خلفها. كنت مشدودا، واستقر جسمي لحظة بين ساقيها. دفعني أحد الواقفين جانبا ونظر إلى ساقي وأراد أن يحتل مكاني لكني تمسكت به، وتوقفت العربة فجأة. تطلع جميع الركاب من النوافذ. كان الطريق مغلقا. قالوا إن الموكب سيمر بعد قليل. ومالت المرأة إلى الأمام لتتأمل الشارع. انحنيت فوقها وأنا أتظاهر بتتبع ما يجري في الخارج . كان الشارع خاليا تماما من المارة. كنا في تلك المنطقة بين
القبة
ونفق
العباسية
Page inconnue