الصنوبري وطبقته، ما طاب به الوقت، وهشَّت له النفس، وشاكل رقَّة ذلك الهوى، وعذوبة ذلك اللمى.
وكان فيما أنشدني لنفسه، وقد عمله في بعض غلمانه:
خطط مقوَّمةٌ ومفرقُ طُرَّةٍ ... فكأنَّ سُنَّةَ وجهه محراب
وَرَّيْتُ في كشفِ الذي ألقى به ... فتعطَّل النَّمام والمغتاب
فانصرفتُ عنه، وجعلت ألقاه في دار الإمارة، وهو على جملةٍ من البرِّ والتكرمة، حتى عرفتُ خروجَه إلى بستانٍ بالياسريَّة لم يُرَ أحسن منه ولا أطيبُ من يومه فيه، لا أنَي حضرتُه ولكني حُدِّثْتُ بما جرى له، فكتبتُ إليه شعرًا:
قل للوزير أبي محمدٍ الذي ... من دون محتدِهِ السهى والفرقَدُ
1 / 90