La Vision de Dieu entre la raison et la tradition

Abdallah Ibn Hamoud Cizzi d. 1450 AH
94

La Vision de Dieu entre la raison et la tradition

رؤية الله تعالى بين العقل و النقل

أقول: شتان ما بين علم المؤمنين وعلم الكافرين لأن علم المؤمنين: يدخل عليهم الفرحة والسرور وقلوبهم دائما متوجهة إلى ربهم لايشغلها عنه سبحانه شاغل من الأسباب لتقطع الأسباب يومئذ قال تعالى: {وهم من فزع يومئذ آمنون} (1)، فهم في كل المواقف وفي جميع المراحل في رحمة إلهية شاملة، فمشاهدتهم لنعمة ورؤيتهم لعدله وعزته وفضله هي مشاهدة جلاله وعظمته، وكان ذلك معنى رؤيته لأن النظر إلى الآية من حيث أنها آية نظر إلى صاحب الآية ورؤية له بعين الإجلال والعظمة.

وأما علم الكافرين: فإنه يدخل عليهم الغم والحسرة وهم في شغل دائم بأنفسهم كما قال تعالى: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا} (2)، وكما قال تعالى: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا} (3)، فأي مساواة لمن كانت هذه حاله التي هو دائم مشتغل بها، وحالة المؤمنين الذين هم في نعيم دائم قال تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون} (4) لايوجد ما يشغلهم عن رؤية عدله وعزته ورحمته، وصار الحال في ذلك كحال عبدين أحدهما عاص لمولاه والآخر مطيع فإن علم المطيع مجيء مولاه يدخل عليه الفرحة والمسرة، وعلم العاصي يدخل عليه الهم والحزن والمضرة.

Page 97