La Vision de Dieu entre la raison et la tradition

Abdallah Ibn Hamoud Cizzi d. 1450 AH
46

La Vision de Dieu entre la raison et la tradition

رؤية الله تعالى بين العقل و النقل

قلنا: إنه وإن كان مجازا فإن المجاز كالحقيقة في أنه لايصح التناقض فيه ))(1).

جاء في تاج العروس: (( والنظر أيضا تقليب البصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص، وقد يراد به التأمل والفحص )). ثم قال الشارح: (( ويقال نظرت إلى كذا إذا مددت طرفك إليه، رأيته أو لم تره ))(2) انتهى.

ومن هنا يتبين لنا أن كلمة النظر مشتركة بين أكثر من معنى فقد تكون:

1 بمعنى الانتظار: بدليل قوله تعالى حاكيا عن بلقيس: {فناظرة بم يرجع المرسلون}(3). وقوله تعالى: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة}(4) أي ما ينتظرون، ومما يدل عليه أيضا قول حسان بن ثابت:

وجوه يوم بدر ناظرات ... إلى الرحمن يأتي بالخلاص

2 بمعنى المقابلة، وهو تقابل الشيئين وتواجههما من غير ساتر.

ويدل عليه قول الشاعر:

إذا نظرت إلي جبال أحد ... أفادتني بنظرتها سرورا

3 بمعنى الرحمة: وهي حصول منفعة أو دفع مضرة، مثل: نظر فلان إلى المسكين. أي رحمه ومما يدل عليه قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لاخلاق لهم في الآخرة ولايكلمهم الله ولاينظر إليهم يوم القيامة}(5).

فالمراد بالنظر المذكور في الآية أنه لايرحمهم، ومما يدل عليه أيضا قول الشاعر:

أنظر إلي بعين برك نظرة ... فالفقر يزري والنعيم يبجل

4 بمعنى التفكر: وهو إجالة ما يخطر في القلب، من التفكير، ويدل عليه قوله تعالى: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت}(6).

Page 49