قلت: وكذلك نجد أن القرآن استخدم العقل في إثبات أصول الدين في مثل قوله: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} (1) ، وقوله تعالى: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض} (2)، وقوله تعالى: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون}(3). ومن هنا ندرك أهمية العقل، ومكانته عند الله سبحانه وتعالى وأن الأخذ به أخذ بالقرآن.
والمذهب الزيدي انتهج النهج القرآني في استخدام الدليل العقلي في إثبات أصول الدين، وجمع في الاستدلال على صحة معتقداته، بين صحيح النقل وصريح العقل، لذلك لم تأسره ظواهر الألفاظ المتشابهات كما أسرت بعض المذاهب التي عطلت العقل، وحصرت دوره، وقصرت فهمه، وإدراكه على فهم من قلدوه من السابقين تقليدا أعمى.
{وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءآباءنا أو لو كان ءآباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}(4).
Page 13