Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Genres
14
وألغت الحكومة المركزية - في هذا العهد نفسه - ما كان قد تأخر من الأموال الأميرية، فانتعش الفلاح، والصانع، والتاجر الصغير، وقويت معنوياته، وزاد رضاه، وأعيد النظر في كيفية استيراد الحبوب من مصر إلى العاصمة وتموينها التموين الكافي.
وفي السنة 425 أصدر ثيودوسيوس الثاني براءة بتأسيس معهد علمي مسيحي عال يضاهي بأساتذته وطلابه معهد آثينة الوثني الذي كان لا يزال يدرس الفلسفة الوثنية، وأنشأ الإمبراطور في هذا المعهد الجديد واحدا وثلاثين كرسيا للتعليم، عشرة منها للغة اللاتينية، وعشرة للغراماطيق اليوناني، وخمسة للفصاحة والخطابة اليونانية، وثلاثة للخطابة والفصاحة اللاتينية، وكرسيا واحدا للفلسفة، واثنين للحقوق، وتقاطر الطلاب إلى هذا المعهد من كل صوب، ولا سيما أرمينية، وخصص الإمبراطور صرح الكابيتول لهذه الغاية، وأنفق على الأستاذة من أموال الخزينة، وحرم عليهم إعطاء دروس خصوصية،
15
ويلاحظ لهذه المناسبة أن اليونانية نالت حظا أوفر من اللاتينية.
وفي السنة 429 التفت المدبر أنطيوخوس إلى القانون والقضاء، فرأى أن ما صدر من القوانين، منذ عهد قسطنطين الكبير، أصبح متفرقا مبعثرا، يصعب الوصول إليه والاطلاع عليه، للفصل في الدعاوى، فاقترح تعيين لجنة من كبار القضاة والأساتذة والمحاميين؛ لجمع هذه القوانين وتبويبها، ووافق الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني فأمر بتعيين هذه اللجنة وتابعت اللجنة أعمالها ثماني سنوات متتالية، فأنتجت مجموعة ثيودوسيوس الشهيرة،
16
وظهرت هذه المجموعة في الشرق في السنة 438، وفي الغرب في السنة التالية، وقسمت إلى ستة عشر كتابا، بعضها في الإدارة المدنية، وبعضها في الشئون العسكرية، وبعضها في الدين، وبعضها في الحقوق. وقسم كل كتاب إلى عدد من الأبواب (العناوين)،
17
وما صدر من الأبواب، بعد ظهور هذه المجموعة، أشير إليه بالعبارة: «القوانين المستجدة»،
Page inconnue