Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Genres
في نظر دولته شملت أقوال فوتيانوس وآريوس وأفنوميانوس. وفي الثاني من أيار من السنة نفسها حرم جميع المسيحيين المرتدين إلى الوثنية من حق الوصية الوصاية، وفي الثامن منه ضرب المنيكيين ضربة قاضية.
وكان ثيودوسيوس قد أعلن رغبته - وهو لا يزال في ثيسالونيكية - في عقد مجمع مسكوني عام؛ للنظر في أمور الكنيسة جمعاء، فنفذ أمنيته هذه في ربيع السنة 381، وأم القسطنطينية عدد من أعاظم رجال الكنيسة، بينهم: ملاتيوس بطريرك أنطاكية، وغريغوريوس النازيانزي بطريرك القسطنطينية - فيما بعد - وتيموثاوس بطريرك الإسكندرية، وكيرلس أسقف أوروشليم، وأمفيلوشيوس أسقف إيقونية، وبيلاجيوس أسقف اللاذقية، وذيذوروس أسقف طرسوس، وأكاكيوس أسقف حلب، وكثيرون غيرهم بلغ مجموعهم مائة وخمسين.
وكان دماسوس بابا رومة قد ألح بوجوب انعقاد هذا المجمع المسكوني في رومة نفسها، ولكن ثيودوسيوس الإمبراطور أبى وأصر على عقده في القسطنطينية، فلم تشترك رومة في أعمال هذا المجمع ولم يكن هنالك من يمثلها، ولكنها وافقت على جميع قراراته فيما بعد واعتبرته مجمعا مسكونيا قانونيا.
وكان ملانيوس البطريرك الأنطاكي قد اشتهر بجهاده ضد الآريوسية وبعلمه وفضله وتقواه، فأجمع الأعضاء عليه رئيسا، فسام غريغوريوس النازيانزي أسقفا على القسطنطينية، وتوفي في أواخر أيار، فانتخب المجمع غريغوريوس النازيانزي رئيسا، ولكنه كان عصبي المزاج سريع الغضب فاستعفى، وعندئذ انتخب المجمع - بإشارة من الإمبراطور - نكتاريوس القاضي رئيسا، وهو الذي أصبح فيما بعد بطريركا على القسطنطينية بعد غريغوريوس.
ونظر المجمع في بدعة مقدونيوس أسقف القسطنطينية الذي كان يقول بخلق الروح القدس من الله الآب بواسطة الابن، فنبذ المجمع هذا القول وأقر مراسيم المجمع النيقاوي، وأضاف إلى دستور الإيمان النيقاوي بعض إيضاحات، وخصوصا فيما كان يتعلق بأمر تجسد ابن الله وألوهية الروح القدس، فجاء في اثني عشر بابا - كما يلي - وهو لا يزال دستور المسيحيين حتى يومنا هذا: (1)
أؤمن بإله واحد آب ضابط الكل، صانع السماء والأرض، كل ما يرى، وما لا يرى. (2)
وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء. (3)
الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل من السماوات، وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وتأنس. (4)
وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، وتألم وقبر. (5)
وقام في اليوم الثالث على ما في الكتب. (6)
Page inconnue