Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Genres
29
عرب الشام والعرب الفاتحون
وتحفظ لنا المراجع العربية أسماء بعض القبائل العربية التي كانت ضاربة في بادية الشام وفي الأرياف عند فجر الإسلام، وليس في هذه المصادر ما ينبئ بتأييد هذه القبائل لإخوانهم العرب الفاتحين،
30
وقبائل البادية لم تذعن لخالد بن الوليد إلا مكرهة، والغساسنة اعتدوا على رسول الرسول، وغسان وقضاعة وقفوا إلى جانب الروم في اليرموق، وهرقل: «نزل أنطاكية ومعه من المستعربة لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة.» وبعض هذه القبائل «مضى مع هرقل إلى بلاد الروم بعد أن استتب الأمر للمسلمين في الشام.»
31
نصارى الشام والعرب
ويرى عدد من المستشرقين المستعربين، ومن رجال الاختصاص في تاريخ الروم أن اختلاف النصارى حول الطبيعة الواحدة والمشيئة الواحدة وضغط الروم على من لم يشاركهم قولهم في العقيدة؛ قد حمل قسما كبيرا من نصارى الشام على الترحيب بالعرب الفاتحين، ويغيب عن بال هؤلاء أن هذه القبائل العربية التي وقفت إلى جانب هرقل في وجه العرب الفاتحين كانت درع من قال بالطبيعة الواحدة، وأن هرقل كان قد ثبت في رئاسة الكنيسة الأنطاكية بطريركا قال بالطبيعة الواحدة، هو أثناسيوس المشار إليه في الفصل السابق، وأن بابا رومة أونوريوس وجميع البطاركة - ما عدا صفرونيوس بطريرك المدينة المقدسة - كانوا قد وافقوا هرقل على القول بالمشيئة الواحدة، أو سكتوا عن ذلك.
فلا يجوز - بإزاء هذه الحقائق الناصعة - أن نتقبل قول أفتيخيوس إن أبناء حمص رأوا في هرقل إمبراطورا «مارونيا» عدوا للدين القويم؛ لأنه قال بالمشيئة الواحدة،
32
Page inconnue