155

Règles de préférence concernant les textes selon Ibn Ashur dans son exégèse Al-Tahrir wa Al-Tanwir

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

Maison d'édition

دار التدمرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

عازمون على أنهم لو ردوا لآمنوا " (١).
حجة من قال: إن المراد بقوله: ﴿بَلْ بَدَا لَهُمْ﴾ أي ما يكتمونه من الشرك:
وهذا القول يشبه سابقه، وأصحاب هذا القول استدلوا على ذلك بما جاء في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ (٢) أي عرفوا أنهم هالكون بشركهم، فتمنوا لذلك (٣).
قال مقاتل: "وذلك أنهم حين قالوا: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ أوحى الله إلى الجوارح، فشهدت عليهم بما كتموا من الشرك، فذلك قوله: ﴿بَلْ بَدَا لَهُمْ ...﴾، يعنى ظهر لهم من الجوارح مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ بألسنتهم من قبل أن تنطق الجوارح بالشرك، فتمنوا عند ذلك الرجعة إلى الدنيا، ﴿فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا﴾ (٤) " (٥).
قال النيسابوري: " قال أكثر المفسرين: إن المشركين في بعض مواقف القيامة يجحدون الشرك فيقولون ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ (٦) فينطق الله

(١) الكشاف / الزمخشري، ج ٢، ص ٣٣٦.
(٢) سورة الأنعام، الآية (٢٣).
(٣) انظر محاسن التأويل / القاسمي، ج ٤، ص ٣٤٣.
(٤) سورة الأنعام، الآية (٢٧).
(٥) تفسير مقاتل / مقاتل، ج ١، ٢٤٨.
(٦) سورة الأنعام، الآية (٢٣).

1 / 159