Rules in Worship Monotheism
القواعد في توحيد العبادة
Maison d'édition
دار الأماجد للطباعة والنشر
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
Lieu d'édition
الرياض
Genres
ولذا ثبت عن صحابة النبي ﷺ أنهم كانوا يتبركون بجسده الطاهر ﷺ، وكذا بما انفصل منه؛ من الشعر والريق، والنخامة، والعرق، وكذا التبرك بثيابه التي كان يلبسها، ومن ذلك التبرك بفضل وضوءه وغسله، وفضل إنائه الذي شرب منه، ومواضع أصابعه في الإناء الذي أكل منه وغير ذلك (^١).
ومما يجب التنبيه إليه هنا أن التبرك بآثار النبي ﷺ المنفصلة عن جسده الطاهر غير ممكن، وذلك لعدم القطع واليقين بوجود شيء من آثاره ﵇ في هذه الأيام، والموجود من ذلك قد حامت حوله الشبهات والشكوك، مع توافر دواعي فقدها، وأسباب ضياعها؛ لأجل ما مرت به الأمة من فتن وبلايا وحروب (^٢).
وأما قياس غير النبي ﷺ به في باب التبرك بالآثار الجسدية المنفصلة؛ فإنه من أبطل الباطل، وبيانه كما يلي:
أولًا: قياس الصالحين على النبي ﷺ قياس مع الفارق، إذ من المعلوم أن مقام النبوة أعلى من مجرد مقام الصلاح، فالمقاربة في
(^١) تبرك الصحابة بجسد النبي ﷺ أو بما انفصل من جسده، أو لامس بدنه الطاهر، في حياته وبعد مماته من الشهرة بمكان. انظر: صحيح البخاري (١/ ٧٥) رقم (١٦٨)، و(٢/ ٩٧٤)، رقم (٢٥٨١)، و(٣/ ١٤٢٢)، رقم (٣٦٩٧)، و(٥/ ٢٢٤)، رقم (٥٦٨٩)، و(٥/ ٢٢١٠)، رقم (٥٥٥٧)، و(٦/ ٢٦٧٣)، رقم (٦٩١٠)، وصحيح الإمام مسلم (٣/ ١٦٩١)، رقم (٢١٤٦)، و(٣/ ١٦٢٣)، رقم (٢٠٥٣)، و(٤/ ١٧٢٣)، رقم (٢١٩٢)، و(٤/ ١٨١٢)، رقم (٢٣٢٥)، و(٤/ ١٨١٥)، رقم (٢٣٣١).
(^٢) قد نفى وجود آثار النبي ﷺ في عصرنا الحاضر جملة من العلماء منهم أحمد تيمور باشا، والشيخ الألباني، والشيخ النجمي وغيرهم. انظر: [الآثار النبوية لأحمد تيمور باشا (ص ٧٨)، والتوسل أنواعه وأحكامه (ص ١٦١ - ١٦٢)، وأوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة للنجمي (ص ٥٠٥)، وللوقوف على المزيد في هذه المسألة يرجى الرجوع والنظر في كتاب التبرك أنواعه وأحكامه للشيخ الجديع (ص ٢٥٦ - ٢٦٠).
1 / 272