L'Âme de la Grande Mahatma Gandhi
روح عظيم المهاتما غاندي
Genres
لقد تقدم أن رسول «الاهمسا» قد بلغ من ثقته بسلاحه أنه وصفه لهتلر قبيل الحرب العالمية الثانية، وقد حاول أن يقنعه بمضاء هذا السلاح في كل مشكلة، وأنه لأمضى من كل ما أعد من عدة، وكل ما جند من جنود.
ولكن رسول «الاهمسا» قد عاش حتى شهد التجربة الأولى لأمضى سلاح من أسلحة الحروب عرفه المقاتلون: سلاح أمضى من كل ما أعده هتلر وأعده محاربوه في فاتحة الحرب العالمية الثانية: وهو سلاح القذيفة الذرية.
وظنت الصحيفة الأمريكية «مارجريت بورك هوايت» أنها تفحمه بسؤاله عما أعده لمقاومة القذيفة الذرية، فلم يصف لها عدة للمقاومة غير عدته المعهودة التي تفل عنده كل سلاح: وهي اجتناب العنف والصلاة.
قال: «أقاومها بالصلاة العاملة ... أخرج إلى العراء، وأدع ربان الطائرة يرى أنني لا أواجهه بوجه عدو، إنه لا يرى وجهي على ذلك العلو الشاهق، ولكن الصلاة القلبية التي لا تكن له ضررا ولا تنطوي على بغضاء، تبلغه في سمائه فتفتح عينيه. إن الذين أماتتهم القذيفة الذرية في هيروشيما لو أنهم ماتوا وهم في صلاة عاملة، واستقبلوا الموت والصلاة في قلوبهم دون أن تنفرج شفاههم بأنة ألم أو صيحة خوف، لما انتهت الحرب كما انتهت بتلك النهاية المخزية.»
ونعترف بأنه جواب غير مقنع، ولكننا نعترف أيضا بأنه ما من جواب يجيب به ناظر إلى خير الإنسانية كلها، هو أدنى من هذا الجواب إلى الإقناع.
ما هي «الاهمسا»؟
ما هي هذه «الاهمسا» التي صيرت غاندي قديسا، وطوعت له تلك القوة التي صنع بها ما لم يصنعه زعيم من زعماء بلاده؟
إننا إذا فهمنا منها مجرد حب السلامة من طريق المسالمة كانت أسهل مذهب من مذاهب الحياة يدعى إليه ويستجاب.
لأن حب السلامة غريزة في جميع الأحياء.
ولكننا إذا فهمنا «الاهمسا» هذا الفهم كان أخطأ الخطأ في عرفانها على حقيقتها؛ لأنها ليست أسهل مذهب يدعى إليه ويجاب، بل هي في الواقع أصعب المذاهب في الدعوة، وأصعبها في الاستجابة، وأعسرها على التنفيذ والمراعاة.
Page inconnue