L'esprit de l'explication dans l'interprétation du Coran
روح البيان في تفسير القرآن
Maison d'édition
دار الفكر
Lieu d'édition
بيروت
Genres
Tafsir
وبأداء السنن والفرائض وترك ما سوى الحق والغرض وتقليل المنام والعرض وأكل الحلال وصدق المقال والمراقبة بقلبه الى الله تعالى فهذه مفاتيح المعاينة والمشاهدة كذا في شرح النصوص المسمى باسرار السرور بالوصول الى عين النور ثم ثمرة اليقين بالآخرة الاستعداد لها فقد قيل عشرة من المغرورين من أيقن ان الله خالقه ولا يعبده ومن أيقن ان الله رازقه ولا يطمئن به ومن أيقن ان الدنيا زائلة ويعتمد عليها ومن أيقن ان الورثة اعداؤه ويجمع لهم
تو با خود ببر توشه خويشتن ... كه شفقت نيايد ز فرزند وزن
ومن أيقن ان الموت آت فلا يستعد له ومن أيقن ان القبر منزله فلا يعمره ومن أيقن ان الديان يحاسبه فلا يصحح حجته ومن أيقن ان الصراط ممره فلا يخفف ثقله ومن أيقن ان النار دار الفجار فلا يهرب منها ومن أيقن ان الجنة دار الأبرار فلا يعمل لها كما في التيسير قال ذو النون المصري اليقين داع الى قصر الأمل وقصر الأمل يدعو الى الزهد والزهد يورث الحكمة والحكمة تورث النظر في العواقب قال ابو على الدقاق ﵀ في قول النبي ﵇ فى عيسى ابن مريم ﵉ (لو لم يزدد يقينا ما مشى في الهواء) أشار بهذا الحديث الى حال نفسه ﷺ ليلة المعراج لان في لطائف المعراج انه قال رأيت البراق قد بقي ومشيت وقال ابو تراب رأيت غلاما في البادية يمشى بلا زاد فقلت ان لم يكن معه يقين فقد هلك فقلت يا غلام أتمشي في مثل هذا الموضع بلا زاد فقال يا شيخ ارفع رأسك هل ترى غير الله تعالى فقلت الآن فاذهب حيث شئت قال ابراهيم الخواص طلبت المعاش لا كل الحلال فاصطدت السمك فيوما وقع فى الشبكة سمكة فاخرجتها وطرحت الشبكة فى الماء فوقعت اخرى فيها ثم عدت فهتف بي هاتف لم تجد معاشا الا ان تأتى الى من يذكر الله فتقتلهم فكسرت القصبة وتركت كذا في الرسالة القشيرية وذكر في التأويلات النجمية ان من تخلص من ذل الحجاب الوجودي يجد عزة الإيقان بالأمور الاخروية وكان مؤمنا بها من وراء الحجاب فصار موقنا بها بعد رفع الحجاب كما قال امير المؤمنين على كرم الله وجه لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا لان من كشف عنه غطاء الوجود لا يحجبه غطاء المحسوسات الدنيوية عن الأمور الاخروية فبكشف الحجب يتخلصون من مرتبة الايمان الى مرتبة الإيقان كما قال تعالى وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ولكن هذا خاص اى يوقنون بالآخرة دون ما انزل على الأنبياء من الكتب فانهم لا يتخلصون من مرتبة الايمان بالله وكتبه ابدا وهذا سر عظيم وما رأيت أحدا فرق بين هاتين المرتبتين وذلك لانه لا يمكن للانسان ان يشاهد الأمور الاخروية كلها بطريق الكشف في الدنيا واما بطريق المشاهدة في العقبى فيصير موقنا بها بعد ما كان مؤمنا كما قال تعالى فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ فاما ما يتعلق بذات الله تعالى وصفاته فلا يمكن لاحد ان يشاهده بالكلية لانه منزه عن الكل والجزء فأرباب المشاهدة وان فازوا بشهادة شهود صفات جماله وجلاله عين اليقين بل حق اليقين ولكن لم يتخلصوا من مرتبة الايمان بما لم يشاهدوا بعد ولا يحيطون به علما الى أبد الآباد بل ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء أُولئِكَ الجملة فى محل الرفع ان جعل أحد الموصولين مفصولا
1 / 42